للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقال ابنُ مسعودٍ - رضي الله عنه -: «أعرِبُوا القرآنَ فإنَّهُ عربيٌّ» (١).

وقال حمادُ بنُ سلمةَ - رحمه الله -: «مَثَلُ الذي يَطلُبُ الحديثَ، ولا يعرفُ النَّحْوَ؛ مثلُ الحِمارِ، عليه مخلاةٌ؛ لا شعيرَ فيها» (٢).

وقال ابنُ خلدون - رحمه الله -: «مأخذُ الأحكامِ الشَّرعيَّةِ كلِّها مِن الكتابِ والسُّنَّة، وهي بلغةِ العرب، ونَقَلَتُها مِن الصَّحابةِ والتَّابعين عربٌ، وشرحُ مُشكِلاتِها من لُغاتِهِم، فلا بدَّ من معرفةِ العلومِ المتعلِّقةِ بهذا اللِّسانِ لمَن أرادَ عِلمَ الشَّريعة» (٣).

ثم قال - رحمه الله -: «إنَّ الأهمَّ المقدَّمَ منها هو النَّحو؛ إذ به تتبيَّنُ أصولُ المقاصدِ بالدَّلالة، فَيُعْرَفُ الفاعلُ مِن المفعول، والمبتدأُ مِن الخبر، ولَوْلاهُ لجُهِلَ أصلُ الإفادة» (٤).

ولما كان علمُ النحوِ بهذه المنزلةِ صُنِّفَتْ فيه التَّصَانِيف، وأُلِّفَتْ فيه التَآلِيف؛ فمن مُقِلٍّ ومُسْتَكْثِر، ومِن هذه المُصنفات هذه الرسالةُ «قواعد الإعراب، ونزهة الطلاب»، وتُعْرَفُ بـ «القواعد


(١) رواه الطبراني في «المعجم الكبير» (٨٦٨٦)، وذكره الهيثمي في «مجمع الزوائد» (١١٦٥٨)، وقال: «رواه الطبراني من طرق، وفيها: ليث بن أبي سليم، وفيه ضعف، وبقية رجال أحد الطرق رجال الصحيح».
(٢) رواه الخطيب البغدادي في «الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع» (١٠٧٤)، والمِخْلَاةُ: ما يُجْعَلُ فيه الحشيش ونحوه؛ كما في «الصحاح» للجوهري (٦/ ٢٣٣٢).
(٣) انظر: «تاريخ ابن خلدون» (١/ ٥٤٥).
(٤) المصدر السابق.

<<  <   >  >>