قال السُّيُوطي - رحمه الله -: «وتَخَرَّجَ به جماعةٌ مِن أهلِ مصر وغيرهم، وتصدَّر لنفعِ الطالبين»، ومِمَّن تتلمذ عليه: نورُ الدِّينِ عليُّ بنُ أبي بكرِ بنِ أحمدَ البالسي، ومجدُ الدين محمد بن محمد بن إبراهيم البلبيسي، ومحمدُ بنُ أحمدَ بن عبد العزيز النُّوَيْرِي، وإبراهيمُ بنُ محمدِ بنِ عبدِ الرحيمِ اللخميُّ الشافعي، وجلالُ بنُ أحمدَ بنِ يوسفَ الثيريُّ المعروف بالتباني، وولده مُحِبُّ الدِّينِ محمدُ بنُ عبدِ الله بنِ يوسفَ، وإبراهيمُ بنُ محمدِ بنِ عثمانَ بنِ إسحاقَ الدجوي، وغيرُهم كثير.
[منزلته العلمية]
أتقن ابنُ هشامٍ - رحمه الله - العربية، وتخصَّصَ في النَّحوِ وكان يَمْلِكُ فيه عبقرية؛ فاقَ بها أقرانَه وشيوخَه ومعاصريه، وكان لكتابيه:«مغني اللبيب عن كتب الأعاريب»، و «أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك»؛ صدى في النفوس، ونال بهما منزلةً عاليةً لدى العلماءِ والأدباء.
قال عنه السُّيوطي - رحمه الله -: «وانفرد بالفوائدِ الغريبةِ، والمباحثِ الدقيقةِ، والاستدراكاتِ العجيبةِ، والتحقيقِ البارعِ، والاطلاعِ المفرطِ، والاقتدارِ على التَّصَرُّفِ في الكلام، والملكة التي كان يتمكنُ مِن التعبيرِ بها عن مقصودِه بما يريد، مُسْهِبًا ومُوجِزًا؛ مع التواضعِ والبرِّ والشَّفَقَةِ ودماثَةِ الخُلقِ ورقَّةِ القلب، قال ابن خلدون: ما زلنا ونحن بالمغربِ نسمعُ أنَّهُ ظهرَ بمصرَ عالمٌ بالعربيَّةِ يُقالُ له ابنُ هشام أنحَى مِن سيبويه، وكان كثيرَ المخالفةِ لأبي حيانَ، شديدَ الانحرافِ عنه».