الحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ، وأشْهَدُ أن لا إلهَ إلَّا اللهُ وحدَهُ لا شَريكَ لَهُ، وأشْهَدُ أنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، صلَّى اللهُ عليهِ وعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وسَلَّمَ تَسليمًا كَثيرًا، أما بعد:
فلا يخفى على مَن له عنايةٌ بالعلمِ الشَّرعيِّ أهميَّةُ مَعْرِفةِ اللُّغةِ العربيَّة؛ وذلك لأنَّ القرآنَ نزلَ بلغةِ العرب، على نبيِّنا مُحَمَّدٍ - صلى الله عليه وسلم - وهو عربيٌّ، وقد بلَّغَ رسالةَ ربِّهِ بلسانِ قومِهِ وهم العرب، فلا يُمكنُ أن يتصدَّى لتفسيرِ كتابِ اللهِ مَن يجهلُ العربيَّة، ولا يُمكنُ أن يُبيِّنَ معنى كلامِ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - مَنْ يجهلُ اللُّغةَ العربيَّة، يقول اللهُ تعالى عن كتابه العزيز: {وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ (١٩٢) نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ (١٩٣) عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ (١٩٤) بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ} [الشعراء: ١٩٢ - ١٩٥].
وقال عمرُ بنُ الخطابِ - رضي الله عنه -: «تفقَّهُوا في السُّنَّة، وتفقَّهُوا في العربيَّة، وأعرِبُوا القرآنَ»(١).
(١) رواه سعيد بن منصور في كما التفسير من «سننه» (٧٠)، وابن أبي شيبة في «المصنف» (٢٩٩١٤)، والبيهقي في «شُعَب الإيمان» (٢٠٩٨).