- فإمَّا أنْ يكونَ شبهُ الجملةِ متعلِّقًا بنعتٍ ثانٍ محذوفٍ؛ وتكونَ «يانِعٌ»: نعتًا أوَّلَ، والتقديرُ: «هَذَا ثَمَرٌ يَانِعٌ اسْتَقَرَّ عَلَى أَغْصَانِهِ».- وإمَّا أنْ يكونَ شبهُ الجملةِ متعلِّقًا بمحذوفٍ حالٍ من النكرةِ الموصوفةِ، والتقديرُ هو نفسُ التقديرِ السابقِ.(٢) سبقَ مثالُ الصفةِ، وهو: «رَأَيْتُ طَائِرًا عَلَى غُصْنٍ»، وسبق -أيضًا- إعرابُه، ونزيدُ هنا أنَّ شِبْهَ الجملةِ «عَلَى غُصْنٍ» متعلقٌ بنعتٍ محذوفٍ -وهذا المحذوفُ نعتٌ لـ «طَائِرًا» - تقديرُه: «كَائِنٌ»، أو «اسْتَقرَّ»، فيصيرُ تقديرُ الكلامِ: رأيْتُ طائرًا كائنًا على غصنٍ.وسبق -أيضًا- مثالُ الحالِ، وهو قولُه تعالى: {فخرجَ على قومِه في زينتِه} [القصص: ٧٩]، وسبق -أيضًا- إعرابُه، ونزيدُ هنا أنَّ شِبْهَ الجملةِ «في زِينَتِه» متعلقٌ بمحذوفٍ، هذا المحذوفُ حالٌ من فاعلِ «خَرَجَ» المستترِ وتقديره «هُوَ»؛ وتقديرُ الحال: «كائنٌ»، أو «استقرَّ»، فيصيرُ تقديرُ الكلامِ: «فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِه كَائِنًا فِي زِينَتِهِ»، أي: «مُتَزَيِّنًا».ومثالُ الخبرِ: {الحمدُ للهِ} [الفاتحة: ٢]، وإعرابه: «الْحَمْدُ»: مبتدأٌ مرفوعٌ، وعلامةُ رفعِه الضَّمَّةُ. «للهِ»: «اللامُ»: حرفُ جرٍّ مبنيٌّ على الكسرِ، لا محلَّ له من الإعرابِ، و «اللهِ»: لفظُ الجلالةِ اسمٌ مجرورٌ بـ «اللام»، وعَلامةُ جرِّه الكسرةُ، وشبهُ الجملةِ «للهِ» متعلقٌ بمحذوفٍ، وهذا المحذوفُ هو خبرُ المبتدإِ، تقديرُه: «كَائِنٌ»، أو «اسْتَقَرَّ»؛ فيصيرُ تقديرُ الكلامِ: «الحمدُ كائنٌ للهِ»، أو «الحمدُ استقرَّ للهِ».ومثالُ الصلةِ: قولُه تعالى: {وَلَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} [الأنبياء: ١٩]، وإعرابُه: {ولَهُ}: «الْوَاوُ»: حرفُ استئنافٍ مبنيٌّ على الفتحِ، لا محلَّ له مِن الإعرابِ، و «اللَّامُ»: حرفُ جرٍّ مبنيٌّ على الفتحِ، لا محلَّ له من الإعرابِ، و «الْهَاءُ»: ضميرٌ مُتَّصلٌ مبنيٌّ على الضمِّ، في محلِّ جرٍّ بـ «اللَّامِ». وشبهُ الجملةِ «لَهُ» متعلِّقٌ بالخبرِ. {مَن}: اسمٌ موصولٌ مبنيٌّ على السُّكونِ، في محلِّ رفعٍ مبتدأٌ مؤخَّرٌ. {في}: حرفُ جرٍّ مبنيٌّ على السُّكونِ، لا محلَّ له من الإعرابِ. {السماواتِ}: اسمٌ مجرورٌ بـ {في}، وعلامةُ جرِّه الكسرةُ. {وَالْأَرْضِ}: «الواوُ»: حرفُ عطفٍ مبنيٌّ على الفتحِ، لا محلَّ له مِن الإعرابِ. «الْأَرْضِ»: معطوف على {السماواتِ}، مجرورٌ، وعلامةُ جرِّهِ الكسرةُ، وشبهُ الجملةِ {في السماوات} متعلِّقٌ بصلة الموصول المقدَّرةِ؛ فيصيرُ تقديرُ الكلامِ في الآيةِ: «وَلَهُ مَنِ اسْتَقَرَّ فِي السَّماوَاتِ والْأَرْضِ»، وهنا لا يصحُّ التقديرُ إلا بالفعلِ «اسْتَقَرَّ»؛ بخلافِ المسائلِ الثلاثِ الأُوَلِ؛ فإنَّه يصحُّ التقديرُ بالاسمِ أو بالفعلِ، فيُقالُ: «وَالتَّقْدِيرُ: كَائِنٌ أَوِ اسْتَقَرَّ».
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute