للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ويحتَملانِ الوجهينِ في نحوِ: «هَذَا ثَمَرٌ يَانِعٌ عَلَى أَغْصَانِه» (١).

المسألةُ الثالثةُ: متى وقَعَ أحدُهما صفةً، أو صلةً، أو خبرًا، أو حالًا؛ تعلَّقَ بمحذوفٍ وجوبًا تقديرُه: «كَائِنٌ»، أو «اسْتَقَرَّ»؛ إلَّا في الصِّلَةِ، فيجبُ تقديرُ: «اسْتَقَرَّ» (٢).


(١) «هَذَا»: «الْهَاءُ»: للتنبيهِ، لا محلَّ لها من الإعرابِ. «ذَا»: اسمُ إشارةٍ مبنيٌّ على السُّكونِ، في محلِّ رفعٍ مبتدأٌ. «ثَمَرٌ»: خبرٌ مرفوعٌ، وعلامةُ رفعِه الضَّمَّةُ الظاهرةُ على آخرِه. «يَانِعٌ»: نعتٌ مرفوعٌ، وعلامةُ رفعِه الضَّمَّةُ الظاهرةُ على آخرِه. «عَلَى»: حرفُ جرٍّ مبنيٌّ على السُّكونِ، لا محلَّ له من الإعرابِ. «أَغْصَانِهِ»: «أَغْصَانِ»: اسمٌ مجرورٌ بـ «عَلَى»، وعلامةُ جرِّه الكسرةُ الظَّاهرةُ على آخرِه. و «الْهَاءُ»: ضميرٌ مُتَّصلٌ مبنيٌّ على الكسرِ في محلِّ جرٍّ مضافٌ إليهِ. وشبهُ الجملةِ «عَلَى أَغْصَانِهِ» يحتملُ التعلُّقَ بشيئينِ: الصِّفةِ والحالِ؛ لأنَّ شبهَ الجملةِ وقع بعدَ نكرةٍ موصوفةٍ، والمُنكَّرُ الموصوفُ فيه قُرْبٌ منَ المعرفةِ.
- فإمَّا أنْ يكونَ شبهُ الجملةِ متعلِّقًا بنعتٍ ثانٍ محذوفٍ؛ وتكونَ «يانِعٌ»: نعتًا أوَّلَ، والتقديرُ: «هَذَا ثَمَرٌ يَانِعٌ اسْتَقَرَّ عَلَى أَغْصَانِهِ».
- وإمَّا أنْ يكونَ شبهُ الجملةِ متعلِّقًا بمحذوفٍ حالٍ من النكرةِ الموصوفةِ، والتقديرُ هو نفسُ التقديرِ السابقِ.
(٢) سبقَ مثالُ الصفةِ، وهو: «رَأَيْتُ طَائِرًا عَلَى غُصْنٍ»، وسبق -أيضًا- إعرابُه، ونزيدُ هنا أنَّ شِبْهَ الجملةِ «عَلَى غُصْنٍ» متعلقٌ بنعتٍ محذوفٍ -وهذا المحذوفُ نعتٌ لـ «طَائِرًا» - تقديرُه: «كَائِنٌ»، أو «اسْتَقرَّ»، فيصيرُ تقديرُ الكلامِ: رأيْتُ طائرًا كائنًا على غصنٍ.
وسبق -أيضًا- مثالُ الحالِ، وهو قولُه تعالى: {فخرجَ على قومِه في زينتِه} [القصص: ٧٩]، وسبق -أيضًا- إعرابُه، ونزيدُ هنا أنَّ شِبْهَ الجملةِ «في زِينَتِه» متعلقٌ بمحذوفٍ، هذا المحذوفُ حالٌ من فاعلِ «خَرَجَ» المستترِ وتقديره «هُوَ»؛ وتقديرُ الحال: «كائنٌ»، أو «استقرَّ»، فيصيرُ تقديرُ الكلامِ: «فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِه كَائِنًا فِي زِينَتِهِ»، أي: «مُتَزَيِّنًا».
ومثالُ الخبرِ: {الحمدُ للهِ} [الفاتحة: ٢]، وإعرابه: «الْحَمْدُ»: مبتدأٌ مرفوعٌ، وعلامةُ رفعِه الضَّمَّةُ. «للهِ»: «اللامُ»: حرفُ جرٍّ مبنيٌّ على الكسرِ، لا محلَّ له من الإعرابِ، و «اللهِ»: لفظُ الجلالةِ اسمٌ مجرورٌ بـ «اللام»، وعَلامةُ جرِّه الكسرةُ، وشبهُ الجملةِ «للهِ» متعلقٌ بمحذوفٍ، وهذا المحذوفُ هو خبرُ المبتدإِ، تقديرُه: «كَائِنٌ»، أو «اسْتَقَرَّ»؛ فيصيرُ تقديرُ الكلامِ: «الحمدُ كائنٌ للهِ»، أو «الحمدُ استقرَّ للهِ».

ومثالُ الصلةِ: قولُه تعالى: {وَلَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} [الأنبياء: ١٩]، وإعرابُه: {ولَهُ}: «الْوَاوُ»: حرفُ استئنافٍ مبنيٌّ على الفتحِ، لا محلَّ له مِن الإعرابِ، و «اللَّامُ»: حرفُ جرٍّ مبنيٌّ على الفتحِ، لا محلَّ له من الإعرابِ، و «الْهَاءُ»: ضميرٌ مُتَّصلٌ مبنيٌّ على الضمِّ، في محلِّ جرٍّ بـ «اللَّامِ». وشبهُ الجملةِ «لَهُ» متعلِّقٌ بالخبرِ. {مَن}: اسمٌ موصولٌ مبنيٌّ على السُّكونِ، في محلِّ رفعٍ مبتدأٌ مؤخَّرٌ. {في}: حرفُ جرٍّ مبنيٌّ على السُّكونِ، لا محلَّ له من الإعرابِ. {السماواتِ}: اسمٌ مجرورٌ بـ {في}، وعلامةُ جرِّه الكسرةُ. {وَالْأَرْضِ}: «الواوُ»: حرفُ عطفٍ مبنيٌّ على الفتحِ، لا محلَّ له مِن الإعرابِ. «الْأَرْضِ»: معطوف على {السماواتِ}، مجرورٌ، وعلامةُ جرِّهِ الكسرةُ، وشبهُ الجملةِ {في السماوات} متعلِّقٌ بصلة الموصول المقدَّرةِ؛ فيصيرُ تقديرُ الكلامِ في الآيةِ: «وَلَهُ مَنِ اسْتَقَرَّ فِي السَّماوَاتِ والْأَرْضِ»، وهنا لا يصحُّ التقديرُ إلا بالفعلِ «اسْتَقَرَّ»؛ بخلافِ المسائلِ الثلاثِ الأُوَلِ؛ فإنَّه يصحُّ التقديرُ بالاسمِ أو بالفعلِ، فيُقالُ: «وَالتَّقْدِيرُ: كَائِنٌ أَوِ اسْتَقَرَّ».

<<  <   >  >>