هو جمالُ الدِّينِ أبو مُحَمَّدٍ عبدُ اللهِ بنُ يوسفَ بنِ أحمدَ بنِ عبدِ اللهِ بنِ هشامٍ الأنصاريُّ المصريُّ.
[مولده ونشأته وطلبه للعلم]
وُلِدَ أبو محمدٍ - رحمه الله - بالقاهرةِ في ذِي القعدة، سنةَ (٧٠٨ هـ)، ومِن ثَمَّ تَرَعْرَعَ فيها، وشَبَّ مُحِبًّا للعلمِ والعلماء، فأخذ عن الكثيرين منهم، ولازم بعضًا مِن الأدباءِ والفضلاء، ومِن هؤلاء: شمسُ الدِّينِ ابنُ السَّراج، وشهابُ الدِّينِ ابنُ المرحل، وسمَّع «ديوان زهير بن أبي سلمى» على أبي حيَّان الأندلسيِّ، ولم يلازمْهُ، ولا قرأ عليه غيره، وحضر دروسَ تاجِ الدِّينِ التَّبْرِيزِي، وقرأ على تاجِ الدِّينِ الفاكهاني «شرح الإشارة» له؛ إلَّا الورقة الأخيرة، وحدَّث عن ابنِ جماعةَ بـ «الشاطبية»، وتفقَّهَ على المذهبِ الشَّافعي، ثم تَحَنْبَلَ، فحفظ «مختصر الخرقي»؛ قُبَيْلَ وفاته بخمسِ سنين، وكان مع ذلك صبورًا في طلبِ العلمِ مداوِمًا عليه حتَّى آخر حياته، وكان - رحمه الله - يقول: