ومثال مجيئِها بمعنى «حَقًّا» قولُه تعالى: {كَلَّا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى} [العلق: ٦]؛ وأما الإعراب فعلى النحو التالي: {كلَّا}: حرفُ جوابٍ لزيادةِ التَّأكِيدِ (بمعنى: حَقًّا). {إنَّ}: حرفٌ ناسخٌ مبنيٌّ على الفتحِ، لا محلَّ له مِن الإعرابِ. {الإنسانَ}: اسمُ {إنَّ} منصوبٌ، وعلامةُ نصبِهِ الفتحةُ الظاهرةُ على آخرِه. {ليَطغى}: «اللَّام»: هي اللامُ المزحلقةُ. «يطغى»: فعلٌ مضارعٌ مرفوعٌ، وعلامةُ رفعِه الضَّمَّةُ المقدَّرةُ على آخرِهِ منع من ظهورها التعذر، والفاعل ضميرٌ مستترٌ تقديرُه «هُوَ». والجملةُ الفعليةُ «يَطْغَى» في محلِّ رفعٍ خبرُ {إنَّ}. والجملةُ الاسميةُ {إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى} مستأنفةٌ لا محلَّ لها مِن الإعرابِ.(١) «لَا»: نافيةٌ للجنسِ، لا محلَّ لها مِن الإعرابِ. «إِلَهَ»: اسمُ «لَا» مبنيٌّ على الفتحِ في محلِّ نصبٍ، وخبرُ «لَا» محذوفٌ تقديرُه: «حَقٌّ»؛ أي: لا معبودَ بحقٍّ إلا اللهُ؛ لأنَّ هناك معبوداتٍ بالباطلِ. «إِلَّا»: أداةُ استثناءٍ لا محلَّ لها مِن الإعرابِ. «اللهُ»: لفظُ الجلالةِ بدلٌ مِن خبرِ «لَا» المحذوف.(٢) «لَا»: حرفُ نَهيٍ مبنيٌّ على السُّكونِ، لا محلَّ له مِن الإعرابِ. «تَقُمْ»: فعلٌ مضارعٌ مجزومٌ بـ «لَا النَّاهِيَةِ»، وعلامةُ جزمِه السُّكونُ. وهنا قلنا: علامةُ جزمِه السُّكونُ؛ ولم نقلْ: حذفُ حرفِ العلَّةِ؛ لأنَّ حرفَ العلَّةِ في الوَسَطِ، لأن أصل الفعل «تَقُوم»؛ فحُذِفت «الْوَاو» لمنع التقاءِ الساكنَينِ؛ وهما: حرفُ المد «الْوَاو» والحرفُ الأخيرُ «الْمِيم»؛ أمَّا إذا كانَ حرفُ العلَّةِ في الآخرِ، مثل: «يَسْعَى»، أو «يَدْعُو»، أو «يَرْمِي»؛ فعلامةُ جزمِه حذفُ حرفِ العلَّةِ.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute