(٢) مثالُه قولُهُ تعالى: {لن تنالوا البرَّ حتى تُنفقُوا مما تُحبُّونَ} [آل عمران: ٩٢].(٣) مثالُه أن يقول لك صديقك سأزورُك غدًا، فتقول: «إِذَنْ أُكْرِمَكَ».(٤) مثالُه: «لَوْ تُذَاكِرُ تَنْجَحُ».(٥) «لَمَّا»: حرفُ شرطٍ غيرُ جازمٍ، لا محلَّ له مِن الإعرابِ. «جَاءَ»: فعلٌ ماضٍ مبنيٌّ على الفتحِ. «زَيْدٌ»: فاعلٌ مرفوعٌ، وعلامةُ رفعِه الضَّمَّةُ الظاهرةُ على آخرِه. «أَكْرَمْتُهُ»: «أَكْرَم»: فعلٌ ماضٍ مبنيٌّ على السُّكونِ؛ لاتصالِه بـ «تاءِ الفاعلِ»، وهذه «التَّاءُ»: ضميرٌ مُتَّصلٌ مبنيٌّ على الضَّمِّ في محلِّ رفعٍ فاعلٌ، و «الْهَاءُ»: ضمير مُتَّصلٌ مبنيٌّ على الضَّمِّ في محلِّ نصبٍ مفعولٌ به، وجملة «أَكْرَمْتُهُ»: لا محلَّ لها من الإعرابِ؛ جوابُ الشرطِ غيرِ الجازمِ.(٦) «لَمَّا» حرفُ شرطٍ، جِيء بهِ للدلالةِ على وجودِ شيءٍ لوجودِ غيرِهِ؛ ولذلك تُسمَّى حرفَ وُجودٍ لوجودٍ، وهي تختصُّ بالدخولِ على الفعلِ الماضي، وتحتاجُ إلى جُملتينِ، تُوجدُ أُخراهما (وهي جوابُ الشرطِ) عند وجودِ أولاهما (وهي فعلُ الشرطِ)؛ فقد وُجد الإكرامُ؛ لمجيءِ زيدٍ.واعلمْ أنَّ «لَمَّا» علَى وجهينِ:الأول: أنْ تدخلَ على الفعلِ المضارعِ فتكونَ حرفَ جْزْمٍ، وتقلبُ زمنَه ماضيًا، وتنفِيه نفيًا يمتدُّ إلى زمنِ التكلُّمِ، نحوُ: «حَضَرَ الطُّلَّابُ وَلَمَّا يَحْضُرْ زَيْدٌ»؛ أي: لم يحضرْ زيدٌ إلى زمن التكلم، و «يَحْضُر» هنا فعلٌ مضارعٌ مجزومٌ بـ «لَمَّا».الثاني: أنْ تدخلَ على الفعلِ الماضِي، وفيها مذهبانِ:المذهبُ الأولُ: أنَّها ظرفُ زمانٍ معناهُ «حِينَ»، وتقتضِي جوابًا يكونُ فعلًا ماضيًا، نحو: {فلمَّا جاء أمرُنا نجَّينا صالحًا} [هود: ٦٦]؛ أو جملةً اسميةً مقترنةً بإذا الفجائيةِ، نحوُ: {فلمّا جاءهم بآياتنا إذا هم منها يضحكون} [الزخرف: ٤٧].المذهبُ الثاني: أنَّها حرفٌ، وهو مذهبُ سيبويهِ، وإلى هذا ذهبَ ابنُ هشامٍ.وجمعَ ابنُ مالكٍ في «التسهيلِ» بينَ المذهبينِ، فقالَ: «إذا وَلِيَ (لَمَّا) فعلٌ ماضٍ لفظًا ومعنًى فهِي ظرفٌ بمعنَى «إِذْ» فيهِ معنَى الشرطِ، أو حرفٌ يقتضِي فيما مضَى وجوبًا لوجوبٍ».وما ذهبَ إليهِ سيبويهِ قد رجَّحَه صاحبُ كتابِ «الجَنَى الدانِي في حروفِ المعانِي» أبو محمدٍ بدرُ الدِّينِ المراديُّ المصريُّ المالكيُّ (المُتوَفَّى: ٧٤٩ هـ) لأوجهٍ: أحدُها أنَّها ليس فيها شيءٌ من علاماتِ الأسماءِ. والثَّاني أنَّها تقابلُ «لَوْ».
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute