إن بني صبية صيفيون
أفلح من كان له ربعيون
ويقال: هذا رجل وحداني, إذا كان غريبا في زمانه, لا يوجد مثله, ولا نظير له. وهو كقولهم: نسيج وحده, وجحيش وحده, وعيير وحده.
ويقال: آمنا بوحدانية الله وربوبيته.
ويقال أيضا: رجل وحداني, إذا كان غريبا, لا أحد له, فردا في الرأي والعقل, وهذا في بدنه.
ويقال: فرد فلان من القوم, يفرد فرودا, إذا تنحى عنهم.
ويقال: ما أخذني غمض, ولا غماض, في ليلتي هذه.
ويقال: أزكنت الرجل بكذا, ونزكته, فأنا أنزكه نزكا, لغة. وزكنت عنه ما صنع, فأنا أزكنه, معناه حفظت عنه صنيعه, ولحنت عنه, ولقنت عنه.
ويقال: رجل بذ بين البذاذة, إذا كان رث الحال, متقشفا, ومتقهلا إذا لم يدهن ويكتحل وينظف ثيابه. وجاء في الحديث:"البذاذة من الإيمان", وهو من هذا.
ويقال أيضا: مكان بذ, إذا كان قذرا, فيه السرقين والبعر. السرقين والسرجين كلام العرب.
ويقال: أذنت به أذنا, فأنا آذن به, مثل سمعت به سمعا وسماعا. ووالله ما أذنت بقدوم فلان حتى كان اليوم.
وقال الشاعر في زكنت:
ولن يراجع قلبي ودهم أبدا ... زكنت من سيرهم مثل الذي زكنوا
أي علمت منه مثل الذي علموا. وقال الشاعر في أذنت:
صم إذا سمعوا خيرا ذكرت به ... وإن ذكرت بشيء عندهم أذنوا
ويروي بعضهم "بسوء عندهم أذنوا".
ويقال: شت أمر القوم, يشت شتا, إذا اختلف وتفرق. وكذلك شت القوم يشتون شتا وشتوتا, إذا تفرقوا. وشتتهم الله تشتيتا, وأشتهم إشتاتا.
ويقال: قد أولع به. وجاء في الشعر ولع به, وليس ذلك في كلامهم. قال الشاعر:
ولع بالذي تهوى من الأمر إنه ... إذا مت كان المال نهبا مقسما
وقال عدي بن زيد:
إذا أنت فاكهت الرجال فلا تلع ... وقل مثل ما قالوا, ولا تتزند
"تلع" أصله من الولوع.
ويقال: هي المعقلة, في الدية, وهو العقل.
ويقال: فند يفند فنودا, وأفند إفنادا. وفنك يفنك فنوكا, وأفنك يفنك إفناكا.
ويقال: للغرفة: المشرُبة, في لغة الحجاز, والمشرَبة, لتميم.
ويقال: ما في أرضه زَرعَة واحدة, وزُرعَة وزَرَعَة, أي موضع يزرع, ثلاث لغات.
ويقال: الزراعة, والبقالة, للمزرعة والمبقلة, والمزرعة والمقبلة. يقال في كله: (المفعلة) و (المفعلة) في كل هذا الباب, ماخلا مكرمة, فإنا لم نسمع فيها مكرمة.
ويقال: قبح الله ما قبل من فلان وما دبر, وما أقبل وأدبر.
ويقال: قد قبل الليل, والنهار, وأقبل؛ ما خلا في الآدميين, فإنهم يقولون: أقبل, لا غير.
ويقال: امرأة مغيبة, ومغيب, ومشهد ومشهدة مثله.
ويقال: هو يهرع إليك, أي يسرع, وقد أهرع, فهو يهرع إهراعا. ولغة أخرى: قد هرع يهرع. وإذا قال: يهرعون, فهو من أهرع القوم, فهم يهرعون.
ويقال: قد أحصد الزرع, وأفرك السنبل, وأصرم النخل, وأقطف الكرم, وألقط النخل, إذا بلغ أن يلقط.
وكل شيء من هذا الباب يقال فيه (أفعل) , إذا حان ذاك له. وأجنى الشجر, إذا أدرك للجنى. حتى يقال ذاك في الرجل, إذا كبر ودنا للموت: قد أحصد.
[هذا آخر نوادر أبي مسحل من كتاب أبي العباس أحمد بن يحيى ثعلب.]
والحمد لله وحده.
[٤]
القسم المروي عن أبي عبد الرحمن أحمد بن سهل صاحب أبي عبيد القاسم بن سلاَّم
[وهذا من كتاب أبي عبد الرحمن, صاحب أبي عبيد بخطه.]
قال أبو مسحل عبد الوهاب بن حريش, وكنيته أبو محمد, وأبو مسحل لقب.
يقال: أتتني جنادع فلان, وقنادعه, وقناذعه, وعقاربه, وزنابره, ومعناه قوارصه. والواحد قندع, وجندع, وفي القناذع قنذعة, وقندعة.
وجنادع الضب: دواب تخرج قبله.
ويقال: ولع فلان في الكذب, وولق, وبرك وابترك فيه. وذلك إذا جرى فيه وأولع به. وروي عن عائشة:"إذ تلقونه بألسنتكم".
ويقال: قصب فلان عرض فلان, وقضبه, وبشكه, وابتشكه, بمعنى قطعه. قصبه يقصبه قصبا.
ويقال: قد أجزت الغنم, وأحلقت المعزى.
ويقال في الضأن: قد جززت الضأن. وحلقت المعزى.
ويقال: هذا جزاز المعزى. وهذا حين حلقها. وقال الكسائي: لا يكادون يقولون حين حِلاقِها وحَلاقِها, وهو جائز في القياس.
ويقولون: بردت الماء, فأنا أبرده, وأبردته, وبردته, ثلاث لغات.