ويقال: هم علي ضيزن واحد مع فلان، مثل قولك: ألب واحد، وضيزنه مع فلان علي.
قال، ويقال: ازبروا بئركم، يعني اكنسوها من الحمأة. وذكر أن الزبير الحمأة في لغة بني أسد. وقال أيمن بن خريم الأسدي:
وقد جرب الناس آل الزبير ... فلاقوا من آل الزبير الزبيرا
يعني الحمأة وزبرت البئر في غير هذه اللغة: طويتها بالحجارة. يقال: بئر مزبورة، يعني مطوية.
وقال الأموي، يقولون: لآتيك سجيس الأوجس، وسجيس عجيس، ولآتيك ما غبا غبيس، يعني بذلك الدهر. وأنشد:
وفي بني أم زبير كيس
على المتاع ما غبا غبيس
قال، ويقال: المنامة، والقرطف، وهما القطيفة في لغة أهل الحجاز. وأنشد:
وذبيانة أوصت بنيها ... بأن كذب القراطف والقروف
والقروف: عياب من أدم تتخذها الأعراب، والبيت لمعقر بن حمار البارقي.
وأنشد:
كذبت عليك لا تزال تقوفني ... كما قاف آثار الوسيقة قائف
تقوفني: تقتص أثري.
وجاء عن عمر في الحديث أنه قال: ثلاثة أسفار كذبن عليكم، كذب عليكم الحج، كذب عليكم الجهاد، كذب عليكم العمرة. قال أبو عبيدة: هكذا سمعتها من العرب، يرفعون بها في معنى الإغراء. وأنشد بيت عنترة:
كذب العتيق وماء شن بارد ... إن كنت سائلتي غبوقا فاذهبي.
والأصمعي ينشده لخزر بن لوذان السدوسي. ومعناه عليك الماء والتمر، ودعي اللبن، فإني أذخره لفرسي.
قال أبو عبيدة: ما خلا أعرابيا من غني، وكان فصيحا، فإنه نصب. وذلك إنه دخل منزلي، فرأى شويهة مضرورة، فقال: ما بال هذه على ما أرى؟ فقلت: إنا لنعلفها. قال: ذكب عليك البزر والنوى. فأتيت به يونس بن حبيب. فمتبها عنه. وكتب بعد ذلك منه علما كثيرا. وقال: هذا القياس وقال الكسائي: في بيت مثل هذا، ينشد لمهلهل:
ولو نبش المقابر عن كليب ... فيخبر بالذئاب أي زير؟
[قال: كلهم يرفع هذا البيت ما خلا واحدا، فصحا، أنشده نصبا:]
فيخبر بالذئاب أي زير؟
يريد: أي زير كنت؟ كما أضمر ذاك "أنا" في الرفع، يريد: أي زير أنا؟ فكتبها الكسائي عنه.
وقال الأموي، سمعتهم يقولون: ما أحب أن تشوكك شوكة. وقال الكسائي: ما أحب أن تشيكك شوكة. وهما لغتان.
وقال: دأث الرجل، يدأث دأثا ودؤوثا ودأثانا، وهجأ يهجأ مثلها، في معنى أكل يأكل أكلا شديدا. ويقال: أهجأته، إذا أطعمته. وقال الشاعر:
وعندي زؤازئة وأبة ... تزأزئ بالدأث ما تهجاؤه
فلا أزبئر ولا أجثئل ... لآد أدى لي، ولا أحداؤه
ولكن يبأبئه بؤبؤ ... وبئباؤه حجأ أحجاؤه.
يقال: حجئت به، في معنى فرحت به، والزؤازئة: القدر العظيمة. والوأبة: الواسعة. وقوله تزأزئ: أي تجمع. بالدأث: بالأكل. ما تهجئه: ما تطعمه. وقوله: لاأزبئر، ولا أجثئل: لا أقشعر. لآد أدى لي: أي لدان دنا لي. ولا أحدؤه، يقول: ولا أصرفه عني. وقوله: ولكن يبأبئه بؤبؤ إلى الطعام، أي يكلمه بكلام لين، يدعوه إلى الطعام. وبئباؤه حجا أحجؤه: أي فرحت به، من قولك: حجئت به.
ويقال: اشتريت شصبا من الشاة، أي بعضا منها، كما تقول: اشتريت طابقا.
ويقال: اشتريت مسلوخا جفا، لا بطن فيه.
ويقال: شنق الأقراص والعجين بالزيت. وذلك إذا بسط القرصة، وهي الرغفان، عند الخبز بالزيت. فهو الشنيق.
ويقال: جمل أذ، وناقة أذية، على مثال (فعل) و (فعلة) . وهو الذي إذا برك لم يلبث أن يقوم، وإذا قام لم يلبث أن يبرك. يأذى بهما جميعا.
وقال: قد فغمت علينا البيت، إذا ستر الضوء عن بابه. وقال: إبل شربة، إذا كانت كثيرة الشرب للماء. وأخذت فلانا شربة، إذا لم يرو من الماء، وهو العطاش.
وقال: ما معي إلا شويل من ماء. وقد شولت أداوانا، إذا لك يبق فيها إلا القليل من الماء، وهي الأشوال، واحدها شول. وأنشد:
إذا ندبوا دليلهم، وأمست ... أداواهم مشولة النظاف
ويقال: أعطيته المال ماعونا، وبالماعون. كما تقول: أعطيته المال عفوا، وبالعفو، وسهوا مهوا صفوا. كما تقول: أعيته الشيء صفوا، عن غير تكدير ولا نكد. وقال الشاعر يصف حمارا وآتنا:
متى يجاهدهن بالأرين
يصرعن أو يعطين بالماعون
الأرين والإران: النشاط.
ويقال للعمامة: الكوارة. وأنشد:
جللته السيف إذا مالت كوارته ... تحت العجاج، ولم أهلك إلى اللبن