٤١ دير البُختِ: وهو على بعد فرسخين من دمشق. كان يسمى دير ميخائيل، وكان عبد الملك بن مروان قد ارتبط عنده بختاً له، وهي جمال الترك، فغلب الاسم على دير ميخائيل.
وكان لعلي بن عبد الله بن عباس، رضي الله عنهم عند هذا الدير جنينةٌ يتنزه فيها، مقدارها أربعة أجربة، وكان له فيها عمال وأكارون يقومون عليها.
٤٢ دير برصوما: وهو الدير الذي ينادى له بطلب نذره في نواحي الشام والجزيرة وديار بكر وبلاد الروم.
وهو بقرب ملطية، على رأس جبل، يشبه القلعة، وعند هذا الدير متنزه وبساتين، وفيه رهبان كثيرة يؤدون في كل عام إلى ملك الروم عشرة آلاف دينارٍ من نذوره.
حدث العفيف مرجى الواسطي التاجر، قال: مررت بدير برصوما عندما كنت قاصداً إلى بلاد الروم، فحين قربت منه أخبرتُ بما له من فضائل وبكثرة ما ينذر له، وأن الذين ينذرون له يوافقون ما يطلبون إلا القليل منهم، وأخبرت أن برصوما الذي [كان مسجى] فيه، هو أحد حواريي المسيح، عليه السلام، فقلت: أنذرُ وأرى.
وكان معي قماش اشتريته بخمسة آلاف درهم، فنذرت إن بعته بسبعة آلاف درهم فلبرصوما منه خمسون درهماً. فدخلت ملطية وبعته بسبعة آلاف درهم فعجبت من موافقة هذا النذر. فلما رجعت سلمت إلى رهبان الدير خمسين درهماً، وسألتهم عن هذا الحواري الذي فيه، فقيل: إن مسجى على سريره وأظافيره تطول، وأنهم يقلمونها بالمقص في كل عام، ويحملون قلامتها إلى صاحب الروم مع ماله عليهم من أموال، فإن صح هذا فلا شيء أعجب منه في الدنيا والله أعلم.
٤٣ دير بساك: بفتح الباء الموحدة وتشديد السين المهملة وبآخره كافٌ.
وهو حصنٌ تسكنه النصارى، وليس ديراً، وهو قرب أنطاكية، من أعمال حلب. وأظنه مركب من بس آك، والله أعلم بالصواب.
٤٤ دير بشر: وهو عند قرية حجير بغوطة دمشق ينسب إلى بشر بن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية وبشر أخو أمير المؤمنين عبد الملك بن مروان.
٤٥ دير بصرى: بضم أوله، وتسكين الصاد المهملة، والقصر.
وبصرى: بليدة بحوران، وهي قصبة الكورة، من أعمال دمشق.
وهذا الدير قريب من دير الباعقي، وكان الراهب بحيرا يعيش فيه، وهو الذي بشر بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم، وقصته في ذلك مشهورة عند أهل السير.
قال المازني: دخلت دير بصرى بحوران، فرأيت في رهبانه فصاحةً، وبيان لسان، وهم من بني الصادر، من العرب الذين تنصروا في الجاهلية، فقلت لهم: ما لي لا أرى فيكم شاعراً على ما فيكم من فصاحةٍ ولسنٍ؟ فقالوا: ما فينا أحد يقول لنا إلا امرأة عجوز، فطلبت إحضارها، فجاءت فحادثتها، فوجدت فيها فصاحة تفوق أهل ديرها، فاستنشدتها فأنشدتني لنفسها أبياتاً منها:
أيا صحبةً من دير بصرى تحملتْ ... تؤمُّ الحمى، لقيتِ من صحبةٍ رشداً
إذا مت بلغتمْ سالمين فبلغوا ... تحية من قد ظن ألا يرى نجْدا
وقولوا: تركنا الصادري مقيداً ... بكلِّ هوىً في حبكم مضمراً وجدا
فيا ليت شعري، هل أرى جانب الحمى ... وقد أنبتت أجراعه بقلاً جعْدا
وهل أردنَّ الدهرَ يوماً وقيعهُ ... كأنّ الصبا تسدي على متنهِ بُردا
ثم شهقتْ شهقةً خرتْ بعدها جثةً هامدة، فحملوها وهم يبكون.
٤٦ دير البغل: سيذكر باسم دير القصير، لأنهما واحد.
٤٧ [دير البقال: بجانب قبر معروف الكرخي، بغربي بغداد، أو أنه ملاصق لها، وتعرفه النصارى باسم دير مار كليسع وقد يسمونه باسمه الأول، وبابه قبالة مقبرة معروف الكرخي ولذا سموه المقبرة باب الدير. ودير البقال عند باب الحديد] .
٤٨ دير البلاص: بالباء الموحدة من تحت، والمفتوحة ثم باللام المشددة، وبعدها ألف وصاد مهملة. قرية بصعيد مصر على الجانبالغربي، تجاه قوص وقرب دمياط.
٤٩ دير بلاض: بالضاد المعجمة، من أعمال حلب وهو دير مشرفٌ على قرية نصرانية تدعى عم، وهو قديم، فيه رهبان كثيرون، ومن حوله مزارع عظيمة.
٥٠ دير البلوط: قرية من أعمال الرملة، ينسب إليها أبو الحسن عبد الله بن محمد بن الفرج بن القاسم اللخمي الديربلوطي المقرئ الضرير.
قدم دمشق، وحدث بها عن أبي زكرياء عبد الرحيم بن أحمد [بن نصر بن] إسحاق البخاري، سمعه ببيت المقدس، وسمع منه محمد بن صابرٍ. وذكر أنه سأله عن مولده فقال: ولدت في دير البلوط من ضياع الرملة.