وكانتا في الجانب الشرقي قرب سوق الثلاثاء، [وهما منسوبتان] إلى دينار بن عبد الله أحد موالي الرشيد، وهو الذي عاضد الحسن بن سهل في حروب فتنة إبراهيم بن المهدي قال الألوسي يذكر دار دينارٍ:
نهرُ المُعلّى لشاطي دارِ دينارِ ... مجامعُ العيس أوطاني وأوطاري
حيثُ الصبا ناعمٌ، والدار دانيةٌ ... والدهرُ يأتي على وقفي وإيثاري
والليل بين الدمى والغيد محتضرٌ ... قصيرُ ما بينَ روحاتي وإبكاري
وقد تطاول حتى ما تخيلَ لي ... أنَّ الزمانَ لياليه بأسحاري
وكان دينار المولى أجل قائد في أيام المأمون، ثم سخط عليه، وله أخٌ يسمى يحيى بن عبد الله قال دعبل يهموهما:
مازال عصياننا لله يرذلُنا ... حتى دفعنا إلى يحيى بن دينارٍ
إلى عليجين لم تقطع ثمارهما ... قد طالَ ما سجدا للشمس والنارِ
وقال يهجوهما، ويهجو الحسنَ بن رجاءٍ، وابني هشامٍ، أحمد وعليا، وكانوا ينزلون المحرم ببغداد:
ألا فاشتروا مني ملوكَ المخرَّمِ ... أبيعْ حسناً وابني [رجاءٍ] بدرهم
وأعطِ [رجاءً] فوق ذاك زيادة ... واسمح بدينارٍ بغير تندمٍ
فإن ردَّ من عيبٍ عليَّ جميعهم ... فليس يرد العيب يحيى بن أكثم
٣٥ [دار الرزبن: من نواحي سجستان، وقيل: من نواحي كرمان. والله أعلم بالصواب] .
٣٦ [الدار الرقطاء: بمكة، كانت مسكناً لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.
وتُعرف بدار خديجة أيضاً، لأنه ابتنى بها في تلك الدار ولم يزل يسكنها إلى يوم هجرته صلى الله عليه وسلم، فأخذها عقيل ابن أبي طالب، ثم اشتراها معاوية في خلافته لتكون مسجداً له] .
٣٧ دار الرقيق: وهي محلةٌ كانت ببغداد، متصلة بالحريم [الطاهري] من الجانب الغربي، ويقال لها شارع دار الرقيق أيضاً. قال: بعضهم من أبيات كتبها على حصن أبي جعفر المنصور:
إني بليتُ بظبيٍ ... من الظباء رشيقِ
رأيته يتسنى ... بقرب دار الرقيق
فقال لي: مولاي زُرني ... فقد شرقت بريقي
فقال لي رمت أمراً ... أعلى من العيوق
ودار الرقيق ما تزال باقية إلى الآن، وفيها يقول التميمي:
شارع دار الرقيق أرَّقني ... فليت دار الرقيق لم تكن
به فتاةٌ للقلب فاتنةٌ ... أنا فداءٌ لوجهها الحسنِ
٣٨ [دار الروم: محلةٌ من محال بغداد، بجانبها الشرقي يقطنها جماعةٌ من الروم أنزلوا بها، ولهم فيها بيعتان] .
٣٩ دار [الريحانيين] : من دور الخلافة ببغداد. بعد نقضه تشرف على سوق الرياحين. أستجدها المستظهر بالله بعد نقضه لدار خاتون التي بباب الغربة، ودار السيدة بنت المقتدي وكان بالريحانيين سوق للسفطيين، فأخربها، وأضافها إلى الدار، وفيها اثنان وعشرون دكاناً.
وهناك خان معروف بخان العاصم، ومن ورائه ثلاثة وعشرون دكاناً، وسوقٌ للعطارين فيها خمسة وأربعون دكاناً، وستة عشر، دكاناً فيها مداد الذهب، وعدة آدُر من دار الحرم، وقد عمل الجميع داراً ذات أربعة وجوه، بعضها يقابل بعضاً.
أما سعة صحنها فستمائة ذراعٍ، وكان في وسطها بستانٌ، وفيها أكثر من ستين حجرة، تنتهي إلى الباب المعروف بدرْكاه خاتون، من باب الحُرمِ، قرب باب النوبي.
وكان البدء بعملها في سنة ثلاث وخمسمائة، وفرغ منها بعد أربع سنين وفيها يقول سبطً:
تهنَّ بها أشرفَ الأرض داراً ... جمعتَ العلاء بها والفخارا
تتيسه على البدر، بدر السماء ... بساكنيها شرفاً وافتخارا
وأضحت حمى ملك لا يجار ... عليه، وبحر ندى لا يُجارى
٤٠ دار رائعة: بالعين مهملة، محلةٌ بمكة، فيها مدفن آمنة بنت وهب، أم سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقيل: مدفنها بالأبواء بين مكة والمدينة، وقيل: بمكة، في شعب أبي دب. والله تعالى أعلم بالصواب.
٤١ دار رائغة: بالغين معجمةً، محلةٌ من محال مكة، تنسب إلى امرأةٍ من أهلها، يقال لها رائغةٌ ذكرها أبو نصرٍ الساجي.
٤٢ [دار زنْج: محلة في بعض قرى الصغانيان، ينسب إليها أبو شعيب صالح بن منصور الجراح الدار زنجي الصغاني مات سنة ثلاثمائة، روى عن قتيبة بن سعيد، وروى عنه عبيد الله بن محمد بن يعقوب البخاري] .