يجوز أن يكون من العرم، وهو السكرُ والمسناة التي تسدُّ بها المياه، قال تعالى: "فأرسلنا عليهم سيلَ العرِم" أو أنه من اسم وادٍ، أو أنه الجرد، ويجوز أن يكون من العرم وهول شيء، أو أنه من قولهم: عارمٌ إذا كان النهاية في كل شيء.
ودارة عوارم: من دارات الحمى. قال ابن دريدٍ: دارات الحمى ثلاثٌ. وذكر منهن دارة عوارم.
وعوارمُ: هضبٌ وماءٌ للضباب وبني جعفر. قال نصرٌ: عوارم: جبل لبنيأبي بكر بن كلابٍ.
[ومن رواه بالفتح يجعله جمع عارمٍ، وهو حدُّ الشيء وشده.
قال الشاعر:
على غولٍ، وساكنِ هضبِ غولٍ ... وهضبِ عوارمٍ مني السلام]
٦٠ دارة العوجِ: بضم عينه المهملة وتسكين الواو وآخره جيم. قال الراجز:
بدارة العوجِ لسلمَى مربعُ ... يكنفُهُ من جانبيهِ لعلعُ
وأنشد يعقوب لبعض بني سعدٍ:
يا دار سلمى بين داراتِ العُوجِ ... جرَّتْ عليها كل ريحٍ سيهوجِ
هوجاءَ جاءتْ من جبالِ يأجوجِ ... من عنْ يمينِ الخطِّ أو سماهيجِ
والعوج: يجوز أن يكون موضعاً، أو أنه جمع أعوج، وقد استوفينا تفسيره في عير هذا الكتاب. وقوله: جرت عليها يريد: جرَّت ذيلها، فحذف.
٦١ دارة عويجٍ: تصغير الذي قبله، أو أنه تصغير عاج، وكله معروفٌ. ودارة عويجٍ سميتْ به، ولم أظفر لها بشاهدٍ.
٦٢ دارة غُبيرٍ: بالغين معجمة، وهو تصغير غُبرةٍ أو غبارٍ، أو غابرٍ وهو صغير ترخيمٍ في الجميع، قال نصرٌ: وهي لبني الأضبطِ من بني كلابٍ، في ديارهم بنجدٍ، عند ماء لهم يقال له الغبير سميتِ الدارة به.
٦٣ دارة الغُزيلِ: بتصغير الغزال، من الوحش. دارةٌ لبني الحارث بن ربيعة بن أبي بكر بن كلابٍ، ولم أظفر لها بشاهد.
٦٤ دارة الغمير: بلفظ التصغير للغمر، وهو الماء الكثير، قال أبو المنذر: سمي الغمير، لأن الماء الذي غمر ذلك الموضع غير كثيرٍ، فصغّر لذلك. وهو في ديار بني كلاب، عند الثلبوت، قال ابن البرصاء الغطاني وقد جمع:
ألمْ ترَ أنّ الحيَّ فرَّق بينهم ... نوىً يومَ داراتٍ الغُميرِ لجوجُ
٦٥ دارة فتكٍ: بالفتح في أوله، ثم بالسكون، وبآخره كافٌ، وهو في الأصل من: فتك إذا أتى الرجل صاحبه وهو غارٌ غافلٌ فيقتله.
ودارة فتكٍ: ماءةٌ بأجأ، أحد جبلي طيء قال زيد الخيلِ:
منعْنا بينَ شرقَ إلى [المطالي] ... بحيٍّ ذي مكابرةٍ عنودٍ
نزلنا دارةً في جنِ فتكٍ ... بحيٍّ ذي مٌدارأةٍ شديدِ
٦٦ دارة فروعٍ: كجرولٍ، وهو موضعٌ في بلاد هذيل، قال الجموحُ الهذلي:
رأيت الأُلى يلحوْن في جنبِ مالكٍ ... قُعوداً لدينا يوم دارةِ فروعِ
تخوتُ قلوبُ القومِ من كلِّ جانبٍ ... كما خات طيرُ الماء ورد ملمَّعِ
فإن تزعموا أني جبئتُ فإنكم ... صدقتُمْ، فهلّا جيتُمْ يوم ندَّعي
٦٧ دارة الفروع: بضمتين على لفظ الجمعِ لفرعٍ كذا سمعتُ بها، ولا أعرفها، ولعلها سابقتها.
٦٨ دارة القدَّاح: بالفتح وتشديد الدال، وبآخرها حاءٌ مهملةٌ: موضع بديار بني تميمٍ، عن الحازمي. ووجدت عند غيرهِ أنها دارة القداح بكسرِ أوله وتخفيف الدال، كأنه جمع قدحٍ، عن ابن السكيت.
٦٩ دارة قُرح: بضم أوله وسكون ثانيه. والقُرح والقَرْح: لغتان في عض السلاح ونحوه مما يجرحُ الجسم، وقد قُرئ بهما، وبفتحتين.
ودارة قُرحٍ: موضع سوقِ وادي القُرى، وأنشد أبو عمرو:
حُبسْن في قُرحٍ وفي دارتِها ... سبْع ليالٍ غيرِ معلوماتها
وفي الحديث: "بنى رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد الذي في صعيد قُرحِ، فعلَّمنا مصلاه بعظمٍ وأحجارٍ، فهو في المسجد الذي يصلي فيه أهل وادي القرى".
وقالوا: قُرحٌ هو الوادي الذي هلك فيه عادٌ قومُ هودٍ عليه السلام، قرب وادي القرى.
٧٠ دارة القلتينِ: كفظ البحرين، وهي في ديار نميرٍ من وراء ثهلان. وجدته بط بعض أهل الأدب بتشديد اللام. قال بشر بن أبي خازم:
ألمَّ خيالُها يلوَى حبَيٍّ ... وصحبي بين أرحلُهِمْ هجوعُ
فهلْ تقضي لبانتَهَا إلينا ... بحيثُ انتابَها منها سريعُ
سمعتُ بدارةِ القلْتينِ صوتاً ... لِحَنْتَمَةَ الفؤادُ به مضوعُ