الْملك الْمَنْصُور صَاحب الْيمن أَمر بعمارته فِي سنة خمس وَأَرْبَعين وسِتمِائَة. وَمن ذَلِك الْمَسْجِد الَّذِي يُقَال لَهُ، مَسْجِد الْكَبْش بمنى على يسَار الصاعد إِلَى عَرَفَة " بلحف ثبير "، وَهُوَ مَشْهُور بمنى، والكبش الَّذِي نسب هَذَا الْمَسْجِد إِلَيْهِ هُوَ الْكَبْش الَّذِي فدي بِهِ إِسْمَاعِيل أَو إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم. وَذكر الفاكهي خَبرا عَن عَليّ يَقْتَضِي أَن هَذَا الْكَبْش نحر بَين الْجَمْرَتَيْن بمنى، وَيُؤَيّد هَذَا مَا ذكره الْمُحب الطَّبَرِيّ عَن ابْن عَبَّاس أَن إِبْرَاهِيم نحر الْكَبْش فِي المنحر الَّذِي ينْحَر فِيهِ الْخُلَفَاء الْيَوْم. قَالَ الْمُحب الطَّبَرِيّ: وَذَلِكَ فِي سفح الْجَبَل الْمُقَابل لَهُ يَعْنِي: الْمُقَابل لثبير وَأَشَارَ الْمُحب بذلك إِلَى الْموضع الَّذِي يُقَال لَهُ الْيَوْم دَار النَّحْر بمنى فَإِن أمامها ينْحَر هدى صَاحب الْيمن، وَهُوَ بِقرب الْمَسْجِد الَّذِي تقدم ذكره قبل هَذَا الْمَسْجِد. وَمن ذَلِك مَسْجِد الْخيف وَهُوَ مَسْجِد مَشْهُور عَظِيم الْفضل، تقدّمت فضائله فِي كتاب الْمَنَاسِك، وَتقدم تَعْرِيف مَوضِع مصلى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، وَأَنه الْأَحْجَار الَّتِي بَين يَدي المنارة وَهَذَا الْموضع مَعْرُوف عِنْد النَّاس إِلَى الْآن. وَذكر الْأَزْرَقِيّ صفته وذرعه وَعدد أبوابه. والمنارة الَّتِي فِيهَا الْآن عمرها الْملك المظفر صَاحب الْيمن فِي سنة أَربع وَسبعين وسِتمِائَة وفيهَا عمر مَا تشعث من مَسْجِد الْخيف، وَمِمَّنْ عمره وَالِد
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute