فَاطِمَة الْكُبْرَى أَيَّام الْوَلِيد بن عبد الْملك حِين أَمر بِإِدْخَال حجر أَزوَاج رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَبَيت فَاطِمَة رَضِي الله عَنْهُن فِي الْمَسْجِد، فَإِنَّهَا بنت دارها فِي الْحرَّة وَأمرت بِحَفر بِئْر فِيهَا، فطلع لَهُم جبل فَذكرُوا ذَلِك لَهَا، فَتَوَضَّأت وصلت رَكْعَتَيْنِ ودعت ورشت مَوضِع الْبِئْر بِفضل وضوئها، وأمرتهم فَحَفَرُوا فَلم يتَوَقَّف عَلَيْهِم من الْجَبَل شَيْء حَتَّى ظهر المَاء. قَالَ الشَّيْخ جمال الدّين: وَالظَّاهِر أَنَّهَا هَذِه، وَأَن السقيا هِيَ الأولى؛ لِأَنَّهَا على جادة الطَّرِيق وَهُوَ الْأَقْرَب. وَالله أعلم.
ذكر عين النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم
عَن طَلْحَة بن خرَاش قَالَ: كَانُوا أَيَّام الخَنْدَق يحفرون مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَيَخَافُونَ عَلَيْهِ فَيدْخلُونَ بِهِ كَهْف بني حزَام فيبيت فِيهِ حَتَّى إِذا أصبح هَبَط، قَالَ: ونقر رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم العيينة الَّتِي عِنْد الْكَهْف فَلم تزل تجْرِي حَتَّى الْيَوْم. قَالَ الْحَافِظ محب الدّين: وَهَذِه الْعين فِي ظَاهر الْمَدِينَة وَعَلَيْهَا بِنَاء، وَهِي مُقَابلَة الْمصلى. قَالَ الشَّيْخ جمال الدّين: أما الْكَهْف الَّذِي ذكره ابْن النجار فمعروف على غربي جبل يبلغ عَن يَمِين إِلَى سَاحل الْفَتْح من الطَّرِيق الْقبلية، وعَلى يسَار السالك إِلَى الْمَدِينَة الشَّرِيفَة إِذا زار الْمَسْجِد وسلك الْمَدِينَة مُسْتَقْبل الْقبْلَة يُقَابله حديقة نخل تعرف بِالْغَنِيمَةِ فِي بطن وَادي بطحان غربي جبل سلع، وَفِي هَذَا الْوَادي عين تَأتي من عوالي الْمَدِينَة تَسْقِي مَا حول الْمَسَاجِد من الْمزَارِع والنخيل تعرف بِعَين الْخيف خيف شَامي، وتعرف تِلْكَ النَّاحِيَة بالسيح بِالسِّين الْمُهْملَة بعْدهَا يَاء مثناة من أَسْفَل وحاء مُهْملَة، وَأما الْعين الَّتِي ذكر الشَّيْخ محب الدّين الْمُقَابلَة للْمُصَلِّي فَهِيَ عين الْأَزْرَق وَهُوَ مَرْوَان بن الحكم، الَّتِي " خرجها " بِأَمْر مُعَاوِيَة رَضِي الله عَنهُ وَهُوَ واليه على الْمَدِينَة، وَأَصلهَا من قبَاء من بِئْر كَبِيرَة غربي مَسْجِد قبَاء فِي حديقة " نخل "، والقبة مقسومة نِصْفَيْنِ يخرج المَاء مِنْهَا من وَجْهَيْن مدرجين، وَجه قبلي وَالْآخر شمَالي
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute