مثلهَا، وَفِي الْمشرق أَرْبَعُونَ مِنْهَا اثْنَتَانِ فِي الْحُجْرَة المعظمة، وَفِي الْمغرب سِتُّونَ وَبَين كل اسطوانتين تِسْعَة أَذْرع، وَذَلِكَ قبل زِيَادَة الرواقين وَلَيْسَ على رُؤُوس السَّوَارِي أقواس بل عوارض غير الدائر بالرحبة، والرواقين اللَّذين زيدا فِي دولة الْملك النَّاصِر. وَأما حُدُود مَسْجِد الرَّسُول صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الْقَدِيم الْمشَار إِلَيْهِ أَولا فَذكر الْحَافِظ محب الدّين أَن حَده من الْقبْلَة الدرابزينات الَّتِي بَين الأساطين الَّتِي فِي قبَّة الرَّوْضَة الشَّرِيفَة، وَمن الشَّام الخشبتان المغروزتان فِي صحن الْمَسْجِد هَذَا طوله، أما عرضه من الْمشرق إِلَى الْمغرب فَهُوَ من حجرَة النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِلَى الاسطوان الَّذِي بعد الْمِنْبَر الشريف وَهُوَ آخر البلاط. قَالَ الشَّيْخ جمال الدّين: أما الدرابزينات الَّتِي ذكرت فِي جِهَة الْقبْلَة فَهِيَ مُتَقَدّمَة عَن مَوضِع الْحَائِط القبلي الَّذِي كَانَ محاذياً لمصلى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، لما ورد أَن الْوَاقِف فِي مصلى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم تكون رمانة الْمِنْبَر الرفيع حَذْو مَنْكِبه الْأَيْمن، فمقام النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لم يُغير بِاتِّفَاق، وَكَذَلِكَ الْمِنْبَر الشَّامي لم يُؤَخر عَن منصبه الأول، وَإِنَّمَا جعل هَذَا الصندوق الَّذِي فِي قبْلَة مصلى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ستْرَة بَين الْمقَام وَبَين الاسطوانات، وَورد أَيْضا أَنه كَانَ بَين الْحَائِط القبلي وَبَين الْمِنْبَر ممر الشَّاة، وَبَين الْمِنْبَر والدرابزين الْيَوْم مِقْدَار أَرْبَعَة أَذْرع وَربع، ثمَّ قَالَ: رَحمَه الله: وَفِي صحن الْمَسْجِد الْيَوْم حجران، يذكر أَنَّهُمَا حد مَسْجِد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من الشَّام وَالْمغْرب ولكنهما ليسَا على سمت الْمِنْبَر الشريف، بل هما داخلان إِلَى جِهَة الْمشرق مِقْدَار أَرْبَعَة أَذْرع أَو أقل، وَكَذَلِكَ هما متقدمان إِلَى الْقبْلَة بِمثل ذَلِك لِأَنِّي اعْتبرت ذَلِك بالذراع فوجدتهما ليسَا على حد ذرع الْمَسْجِد الأول. وَالله أعلم. قَالَ الْحَارِث بن اسد المحاسبي: حد الْمَسْجِد الأول سِتَّة اساطين فِي عرضه عَن يَمِين الْمِنْبَر إِلَى الْقَنَادِيل الَّتِي حذاء الخوخة، وَثَلَاث سواري عَن يسَاره من نَاحيَة المنحرف، ومنتهى طوله من قبلته إِلَى مؤخره حذاء تَمام الرَّابِع من طيقان الْمَسْجِد الْيَوْم، فَمَا زَاد على ذَلِك فَهُوَ خَارج عَن الْمَسْجِد الأول، قَالَ: وروى عَن مَالك أَنه قَالَ: مُؤخر الْمَسْجِد بحذاء عضادة الْبَاب الثَّانِي الَّذِي يُقَابل بَاب عُثْمَان، وَهُوَ بَاب النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَعنِي العضادة الْآخِرَة السُّفْلى، وَهُوَ أَرْبَعَة طيقان من الْمَسْجِد مَا قصر حَتَّى يصير فِي الرَّوْضَة، وَالرَّوْضَة مَا بَين
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute