الشورى، وَتُوفِّي وسنه يَوْمئِذٍ ثَلَاث وَسِتُّونَ سنة، وَقيل: سِتُّونَ. وَقيل: إِحْدَى وَسِتُّونَ، وَقيل: سِتّ وَسِتُّونَ، وَقيل: خمس وَسِتُّونَ، وَقيل: خمس وَخَمْسُونَ، وَنزل قَبره عُثْمَان وعليّ وَعبد الرَّحْمَن بن عَوْف وَالزُّبَيْر وَسعد بن أبي وَقاص، وَقيل: صُهَيْب وَابْنه عبد الله بن عمر عوضا عَن الزبير وَسعد، تولى الْخلَافَة سنة ثَلَاث عشرَة من الْهِجْرَة لثمان بَقينَ من جُمَادَى الْآخِرَة وَقيل: بُويِعَ لَهُ فِي رَجَب، وَقيل: فِي ذِي الْحجَّة من السّنة الْمَذْكُورَة فَكَانَت مُدَّة خِلَافَته عشر سِنِين وَسِتَّة اشهر وَأَرْبَعَة أَيَّام، وَلما دفن عمر رَضِي الله عَنهُ قَالَت عَاتِكَة ابْنة زيد بن عَمْرو بن عقيل امْرَأَة عمر بن الْخطاب ترثيه: وفجعني فَيْرُوز لَا در دره ... بأبيض تال للْكتاب منيب رؤوف على الْأَدْنَى غليظ على العدا ... أَخا ثِقَة فِي النائبات نجيب مَتى مَا يقل لَا يكذب القَوْل فعله ... سريع إِلَى الْخيرَات غير قطوب وعاتكة امْرَأَته تزَوجهَا عبد الله بن أبي بكر فَقتل عَنْهَا ثمَّ عمر فَقتل عَنْهَا ثمَّ الزبير فَقتل عَنْهَا ثمَّ توفيت سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين، وَلما دفن رَضِي الله عَنهُ لَزِمت عَائِشَة ثِيَابهَا الدرْع والخمار والإزار وَقَالَت: إِنَّمَا كَانَ أبي وَزَوْجي فَلَمَّا دخل مَعَهُمَا غَيرهمَا لَزِمت ثِيَابِي، وابتنت حَائِطا بَينهَا وَبَين الْقُبُور وَبقيت فِي بَقِيَّة الْبَيْت من جِهَة الشَّام، ويروى عَنْهَا رَضِي الله عَنْهَا أَنَّهَا رَأَتْ فِي الْمَنَام أَنه سقط فِي حجرها وَرُوِيَ فِي حُجْرَتهَا ثَلَاثَة أقمار فَذكرت ذَلِك لأبي بكر فَقَالَ: خيرا. قَالَ يحيى: فَسمِعت بعد ذَلِك أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لما دفن فِي بَيتهَا، قَالَ أَبُو بكر: هَذَا أحد أقمارك يَا بنية وَهُوَ خَيرهَا. قَالَ عفيف الدّين الْمرْجَانِي فِي فَضَائِل عمر رَضِي الله عَنهُ: عَن ابْن عَبَّاس قَالَ: رَأَيْت عمر رَضِي الله عَنهُ فِي الْمَنَام بعد وَفَاته فَقلت لَهُ: يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ من أَيْن أَقبلت؟ قَالَ: من حَضْرَة رَبِّي عز وَجل فَسَأَلته مَاذَا فعل الله بك؟ فَقَالَ: أوقفني بَين يَدَيْهِ فَسَأَلَنِي ثمَّ قَالَ: يَا عمر تناديك امْرَأَة على شاطئ الْفُرَات فَأهْلك من شاها شَاة تَقول: واعمراها واعمراها تستغيث بك فَلَا تجيبها. فَقلت: وَعزَّتك وجلالك مَا علمت بذلك وَأَنت أعلم مني، فَقَالَ لي: وَقد كَانَ يجب عَلَيْك، وَإِنِّي أرعد من تِلْكَ الْمَسْأَلَة إِلَى هَذَا الْوَقْت، قَالَ ابْن عَبَّاس: ثمَّ مَاذَا قَالَ؟ قَالَ: رددت إِلَى مضجعي فهبط عليّ مُنكر وَنَكِير فَقَالَا لي: من رَبك؟ وَمن نبيك؟ فَقلت لَهما: أما تستحيان مني ولمثلي تقولان هَذَا وجذبتهما إليّ، وَقلت: الله رَبِّي وضجيعي نَبِي وأنتما من رَبكُمَا؟ فَقَالَ نَكِير لمنكر: وَالله يَا أخي مَا
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute