للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

كأنياب السبَاع. وَقَالَ سعيد بن جُبَير: طير خضر لَهَا مناقير صفر. وَقَالَت عَائِشَة رَضِي الله عَنْهَا: هِيَ أشبه شَيْء بالخطاطيف. وَقيل: أشباه الوطاويط وَكَانَت حمرا. وَقيل: سُودًا. وَقيل: بَيْضَاء. وَقَالَ أَبُو الجوزاء: أَنْشَأَهَا الله فِي ذَلِك الْوَقْت. وَقَوله تَعَالَى: " ترميهم بحجارة من سجيل ". أَي: من طين مطبوخ بالنَّار كَمَا يطْبخ الْآجر مَكْتُوب فِيهَا أَسمَاء الْقَوْم. وَقيل: مُعرب من سنك وكل فسنك هُوَ الْحجر وكل هُوَ الطين وَالْمَاء. وَقيل: من سجيل أَي من السَّمَاء، وَهِي الْحِجَارَة الَّتِي نزلت على قوم لوط. وَقيل: من الْجَحِيم وَهِي سِجِّين ثمَّ أبدلت اللَّام نوناً. قَالَ الزَّمَخْشَرِيّ: وسجيل كَأَنَّهُ علم للديوان الَّذِي كتب فِيهِ عَذَاب الْكفَّار كَمَا أَن سجيناً علم لديوان أَعْمَالهم، كَأَنَّهُ قيل: بحجارة من جملَة الْعَذَاب الْمَكْتُوب المدون، واشتقاقه من الإسجال وَهُوَ الْإِرْسَال؛ لِأَن الْعَذَاب مَوْصُوف بذلك، كَقَوْلِه: " فَأَرْسَلنَا عَلَيْهِم الطوفان ". " وَأرْسل عَلَيْهِم ". قَالَ ابْن مَسْعُود: وصاحت الطير ورمتهم، وَبعث الله ريحًا فَضربت الْحِجَارَة فزادتها شدَّة فَمَا وَقع مِنْهَا حجر على رجل إِلَّا خرج من الْجَانِب الآخر، وَإِن وَقع على رَأسه خرج من دبره. فَقَوله: " فجعلهم كعصف مَأْكُول ". أَي: كزرع قد أكل حبه وَبَقِي تبنه. ويروى: أَن الْحجر كَانَ يَقع على أحدهم فَيخرج كل مَا فِي جَوْفه فَيبقى كقشر الْحِنْطَة إِذا خرجت مِنْهُ الْحبَّة. ويروى: أَنَّهَا لم تصيبهم كلهم لَكِنَّهَا أَصَابَت من

<<  <   >  >>