للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

بمتهم، فَقَالَ: إنَّ قريشًا وغطفان ليسوا كأنتم (١)؛ البلدُ بلُدُكم، به أموالُكُم وأولادُكُم ونساؤكُمْ، لا تقدرون أن تَحَوَّلُوا منه إلى غيره، وإنَّ قريشًا وغطفان قد جاءوا لحربِ محمد، وقد ظاهرتموهم عليه، وبلدُهم ونساؤهم وأموالُهم بغيرِهِ، فليسوا كأنتم، فإن رأوا نُهْزَة (٢) أصابوها، وإن كان غير ذلك لحقوا ببلادِهم [٢٤/أ] وخلوا بينكم وبين الرجل ببلدِكم، ولا طاقَةَ لكم به إن خلا بكم، فلا تقاتلوا معَ القوم حتى تأخذوا منهم رهنًا من أشرافِهم يكونوا بأيديكم ثقةً لكم، على أن تقاتلوا معهم محمدًا حتى تناجزوه، قالوا: لقد أشرت بالرأي.

ثُمَّ خَرَجَ حتى أتى قريشًا، فَقَاَلَ لهم: قَدْ عرفتم ودي لكم وفراقي محمدًا، وإنَّه قد بلغني أمر قد رأيت علي حقًا أبلغكموه؛ نصحًا لكم، فاكتموا عني، قالوا: نفعلْ. قال: [تعلمون] (٣) أن يهودَ قد ندِموا على ما صنعوا فيما بينهم وبين محمد، وقد أرسلوا إليه: إنَّا قد نَدِمْنَا على ما فعلنا، فهل [يرضيك] (٤) أن نأخذ لك من القبيلتين: قريش وغطفان رجالاً من أشرافهم [فنعطيكهم] (٥) فتضربَ أعناقَهم، ثم نكون معك على ما بقي منهم حتى نستأصلهم، فأرسل إليهم ((نعم))، فَإِنْ بَعَثَتْ إليكم يهودٌ تطلب منكم رجلاً واحدًا فلا تدفعوه، ثُمَّ خَرَج فأتى غطفان فقالَ لهمْ مِثْلَ مَا قَالَ لقُرَيْش.


(١) في (د): (مثلكم) بدل (كأنتم).
(٢) نُهْزَة: النهزة كالفرصة وزنًا ومعنى، وانتهزها: اغتنمها. مختار الصحاح للرازي، ص ٦٨٢، مادة (نهز).
(٣) في نسختي (أ) و (ب): (تعلموا)، وفي نسختي (ج) و (د): (تعلمون)، وهو الصواب.
(٤) في نسخة (أ): (يرضيكم)، وفي باقي النسخ (يرضيك)، وهو الصواب الموافق للسياق.
(٥) في (أ): (فنعطيكم).

<<  <   >  >>