للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

دواء دائي ريق يجود به ... من فيه أحلى ذوقًا من العسل

إن اسمه مُلْغَزًا أوائل أبيـ ... ـاتي بلا خُفْية ولا خللِ (١)

وأنشد ابن النجار من شعر أبي نصر محمد بن سعد الله بن نصر الأرتاجي من الرجز.

نفس الفتى إن أصلحت أحوالها ... كان إلى نيل المنى أحوى لها

وإن تراها سددت أقوالها ... كان على حمل العلى أقوى لها

فإن تبدت حال من لها لها ... في قبره عند البلى لها لها (٢)

وقال أيضًا من الكامل:

إن الولاية لا تدوم لواحد ... إن كنت تنكرها فأين الأول

فاغرس من الفعل الجميل غرائسًا ... فإذا عُزِلْتَ فإنها لا تعزل (٣)

[٩ - وفاته]

توفي ابن النجار رحمه الله تعالى يوم الثلاثاء، الخامس من شعبان، سنة ثلاث وأربعين وست مئة، وصلي عليه بالمدرسة النظامية، وشهد جنازته خلق كثير، وكان ينادى حول جنازته: هذا حافظ حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، الذي كان ينفي الكذب عنه، ولم يترك وارثًا، وكانت تركته عشرين دينارًا، وثياب بدنه، وأوصى أن يتصدق بها، ووقف خزانتين من الكتب بالنظامية، تساوي ألف دينار، فأمضى ذلك الخليفة المستعصم.


(١) قلائد الجمان، ص ٥٧٨.
(٢) البداية والنهاية ١٣/ ٥٠، قلائد الجمان، ص ٣٢٧، وقال ابن كثير: كان أبو نصر محمد بن سعد الله الأرتاجي سخيًا، بهيًا، واعظًا حنبليًا فاضلاً، شاعرًا، مجيدًا.
(٣) قلائد الجمان، ص ٣٢٨.

<<  <   >  >>