سبق وتقدم في رحلة ابن النجار إلى الحجاز ودخوله المدينة المنورة سنة سبع وست مئة أنه التقى بجماعة من أهل المدينة من أهل الفضل والعلم، فسألوه عن فضائل المدينة وأخبارها، وطلبوا منه إثبات ذلك في أوراق، فاعتذر إليهم بسبب بعده عن كتبه وأصوله، فلما ألحوا عليه استجاب لطلبهم، ونزل عند رغبتهم.
فاتضح جليًا من مقدمة المؤلف رحمه الله موضوع كتابه، وسبب تأليفه. وأبواب كتابه، حيث قَسَّمَه ثمانية عشر بابًا، افتتحه بأسماء المدينة وذكر أول من سكنها، ثم ذكر فتحها وهجرة النبي صلى الله عليه وسلم، ثم ذكر فضائلها، وبين حدود حرمها، وآثارها؛ من مسجد النبي صلى الله عليه وسلم، ومسجد قباء، وبقية المساجد، ثم ذكر آبارها، ووديانها، ثم ختم كتابه بذكر من توفي فيها من أكابر الصحابة - رضي الله عنهم - والتابعين وتابعيهم رحمهم الله.
ودلل في كل قسم من كتابه بالآيات الكريمة، والأحاديث النبوية الشريفة، والأخبار والآثار المروية عن الصحابة والتابعين ومن تبعهم.
منهج ابن النجار في الحديث النبوي
١ - وابن النجار رحمه الله تعالى له عناية كبيرة بالأحاديث والآثار النبوية:
فقد روى في كتابه الدرة الثمينة في أخبار المدينة تسعًا وأربعين ومائتي حديث، روى منها خمسًا وخمسين مسندة، والباقي بغير إسناد، بعضها رواها باللفظ، وغالبها رواها بالمعنى، حيث إنه ذكر في مقدمة كتابه أنه ألفه من حفظه، بعيدًا عن كتبه وأصوله.