للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

فَمَرَّ بنفر من أصحابِهِ، فقال: هل مَرَّ بكم أحدٌ، قالوا: مَرَّ بنا دحيةُ الكلبي (١) على بغلة عليها (٢) قطيفةٌ مِنْ ديباجٍ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ذلك جبريلُ، بُعِثَ إلى بني قريظة يزلزلُ بهم حصونَهم، ويقذفُ الرعبَ في قلوبهم))، وأتاهم رسولُ الله صلى الله عليه وسلم والمسلمون، ونزل (٣) عليهم، وحاصرهم خمسًا وعشرين ليلة، حتى جَهَدَهُمُ الحصار، وقذف الله (٤) في قلوبهم الرعب، فنزلوا على حكم رسولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -، فتواثبتْ الأوس، وقالوا: يا رسولَ الله؛ إنَّهم موالينا دونَ الخزرج، فَهَبْهُم لنا، فقال: ((ألا ترضون يا معشر الأوس أن يحكَم فيهم رجلٌ منكم؟)). قالوا: بلى. قال: فذلك إلى سعد بن معاذ.

وكان سعدٌ في خيمة (٥) يداوي جُرْحَهُ، [فأتاه] (٦) الأوسُ فأركبوه وَأَتوا بِهِ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم، فقالَ: ((احكَمْ في قُرَيظَة)). فقالَ: إنِّي أحكمُ فيهم أَنْ تُقْتَل الرجالُ، وتُقْسَمَ الأموال، وتُسبي الذراري، فَقَالَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: ((لَقَدْ


(١) الصحابي الجليل: دحية بن خليفة بن فروة بن فضالة بن زيد بن امرئ القيس الخزرجي الكلبي، أول مشاهده الخندق، وقيل: أحد، وكان يضرب به المثل في حسن الصورة، وكان جبريل ينزل على صورته، كما جاء مصرحًا به في النسائي بسند صحيح، شهد اليرموك، ونزل دمشق، وسكن المزة، وتوفي في خلافة معاوية. الاستيعاب ٢/ ٤٦١، الإصابة ٢/ ٣٨٤.
(٢) في نسخة (ب): عليه، وفي باقي النسخ (عليها)، وهو الصواب، كما هو عند أصحاب السير.
(٣) في نسخة (ب): (زلزل) بدل (نزل)، وهو الصواب، كما هو عند أصحاب السير.
(٤) في (ج) و (د) لا يوجد لفظ الجلالة بعد: (وقذف)، والمثبت هو الصواب.
(٥) في (ج) و (د) زيادة: (في المسجد) بعد (خيمة).
(٦) في نسخة (أ): (فأتوه الأوس)، وفي باقي النسخ (فأتاه الأوس)، وهو الصواب.

<<  <   >  >>