للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

٢١٠ - وكان أبو هريرة يقول: ظهر المسجد كقعرِهِ، //وأدخل عمر في هذه الزيادة دار العباس بن عبد المطلب وهبها للمسلمين (١)، واشترى نصف


(١) في (ج) و (د) زيادة قبل (واشترى): (وعن عبد الرحمن بن أبي الزناد، عن أبيه، أن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - أراد هدم دار كانت للعباس بن عبد المطلب ليزيدها في المسجد، وقال: بعنيها، فأبى العباس أن يبيعه إياها، فأراد عمر - رضي الله عنه - أخذها منه وإدخالها في المسجد، وقال: ذلك أرفق بالمسلمين، فقال له العباس: حكم بيني وبينك في ذلك، فجعلا بينهما أبي بن كعب - رضي الله عنه -، فقال: إني أحدثكما حديثًا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: ((إن داود - صلى الله عليه وسلم - أراد بنيان بيت المقدس، وكانت أرضه لرجل، فاشتراها سليمان منه، فلما باعه الرجل إياها، قال الرجل: ما أخذت مني خير أم ما أعطيتني، قال: بل ما أخذت، قال: فإني لا أجيز، فناقضه البيع، ثم اشتراها ثانية، فقال له: ما أخذت مني خير أم ما أعطيتني، فقال: بل ما أخذت منك، قال: إني لا أجيز، فناقضه البيع، ثم اشتراها الثالثة، فصنع مثل ذلك، فقال له سليمان: أشتريها منك بحكمك على أن لا تسألني، قال: فاشتراها بحكمه، فاحتكم شيئًا كثيرًا؛ اثني عشر قنطارًا من ذهب، فاستعظمه سليمان، فأوحى الله إليه: إن كنت تعطيه من رزقنا فأعطه حتى يرضى، وإن كنت تعطيه من عندك فذلك لك))، وعم النبي هذا العباس؛ إن شاء باعها، وإن شاء تركها، قال العباس: أما إذا قضيت لي، فقد جعلتها للمسلمين.

وفي رواية: وكانت للعباس دار إلى جنب المسجد، فقال له عمر: بعنيها، فقال له العباس: لا أبيعك، فقال عمر: إذن آخذها، فقال العباس: لا تأخذها، فقال: اجعل بيني وبينك من شئت، فجعلا بينهما أبي بن كعب - رضي الله عنه -، فأخبروه الخبر، فقال: ((أوحى الله إلى سليمان - عليه السلام -: أن ابن بيت المقدس، وكان بيتًا لعجوز، فأراد أخذه منها، وأبت أن تبيعه إياه، فعزم على أخذه منها وإدخاله في المسجد، فأوحى الله إليه: إن بيتي أحق المواضع أن لا يدخل فيه شيء من الظلم، فكف عن أخذه))، فقال عمر: وأنا أشهدكم أني قد كففت عن دار العباس، فقال له العباس: أما إن كان هذا، وحكم لي عليك، فإني أشهدكم أني قد جعلتها صدقة على المسلمين، فهدمها عمر وأدخلها في المسجد.
وهذه الزيادة (ج) من ص ٧٢/ب إلى ٧٣/ب، وفي (د) من ص ٦٤/ب إلى ٦٥/أ السطر الثالث.
ذكر هذه الزيادة السمهودي في عدة روايات عن ابن سعد، وعن البيهقي في سننه، وابن زبالة، ويحيى عن أبي الزناد، والخبر منقطع، حيث إن أبا الزناد لم يدرك عمر ولا كبار الصحابة. وفاء الوفا ٢/ ٤٨٢ - ٤٨٨.
وعبد الرحمن بن أبي الزناد هو: عبد الرحمن بن عبد الله بن ذكوان المدني، صدوق، توفي سنة ١٧٤ هـ. تقريب التهذيب، برقم (٣٨٦١).
وأبوه هو: عبد الله بن ذكوان المدني، ثقة توفي سنة ١٣٠ هـ. تقريب التهذيب، برقم (٣٣٠٢).

<<  <   >  >>