للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

ثُمَّ غمَر (١) رسول الله صلى الله عليه وسلم واشتدَّ بِهِ وَجَعُهُ، فقال: ((هريقوا عليَّ من سبعِ قِربٍ مِنْ آبار شتى حتى أَخْرُجَ إلى النَّاسِ فأعهدُ إليهم))، فأقعدوه - صلى الله عليه وسلم - في مِخضبٍ (٢) وصبُّوا عليه الماء، وخرجَ صلى الله عليه وسلم عاصبًا رأسَهُ حتى جَلسَ على المِنْبَرِ، فصلى على أصحابِ أحد واستغفرَ لهم، وأكثَر الصلاة عليهم، ثُمَّ قالَ: ((إنَّ عبدًا مِنْ عبادِ الله (٣) خَيَّرَهُ اللهُ - عز وجل - بينَ الدنيا والآخرة، وبينَ ما عِنْدَهُ، فاختارَ مَا عِنْدَهُ))، قَال: فَفَهِمَها أبو بكر وَعَرَفَ أَنَّ نفسَهُ يريد، فبكى (٤)، وقالَ: بَلْ نَحْنُ نفديكَ بأنفسِنا وأبنائِنا، ثُمَّ قالَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: ((يا معشَر المهاجرين؛ استوصوا بالأنصار خيرًا، فإنَّ النَّاس يزيدون والأنصارُ على هيئتِها لا تزيد، وإنَّهم كانوا عيبتي (٥) التي آويْتُ إليها، فأحسنوا إلى محسنِهِم، وتجاوزوا [٤٧/أ] عن مسيئهِم))، ثُمَّ نَزَلَ فَدَخَلَ بيتَهُ وتتامَّ به وَجَعُهُ (٦).


(١) في (ج) و (د): (حمَّ).
(٢) مخضب: بالكسر، وعاء تغسل فيها الثياب، انظر لسان العرب ٢/ ١١٨٠.
(٣) في (ج) (قد) قبل خَيَّره.
(٤) سقطت من نسختي (ج) و (د): (فبكى).
(٥) عيبتي: العيبة: وعاء من أدم ونحوه يكون فيه المتاع، ومن الرجل موضع سره، يقال: فلان عيبة فلان. المعجم الوسيط ٢/ ٦٣٩.مادة (عيب)
(٦) تخريج الحديث رقم (٢٦٠):
ذكر صدره ابن هشام في السيرة النبوية ٤/ ٢٩٠، عن ابن إسحاق قال: حدثني يعقوب بن عتبة، عن محمد بن مسلم الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود عن عائشة.
وذكر ابن هشام عن ابن إسحاق تتمة حديث عائشة رضي الله عنها في ٤/ ٢٩٨ - ٢٩٩ بنفس السند الأول.
وذكره الطبري في تاريخه ٣/ ١٨٨ - ١٨٩ عن ابن إسحاق.
دلائل النبوة للبيهقي ٧/ ١٦٨ - ١٧٨.
أخرجه ابن حبان، ح رقم ٦٥٨٦، ٦٥٩٣، ٦٥٩٤ عن أبي سعيد الخدري، و ح رقم ٦٥٩٩، ٦٦٠٠ عن عائشة، ١٤/ ٥٥١ - ٥٥٦، ولعامة هذا الحديث شواهد تعضده وتقويه.

<<  <   >  >>