كتاب الدرة الثمينة في أخبار المدينة - ط بحوث المدينة

الباب الخامس عشر: في ذكر وفاة النبي صلى الله عليه وسلم وصاحبيه - ص: 380

يلحد (١) لأهلِ المدينة، فدعا العباسُ رجلين فقالَ لأَحَدِهما: اذهبْ إلى أبي عبيدة، وللآخرِ: اذهبْ إلى أبي طلحة، اللهَمَّ خرْ لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فوَجَدَ صاحبَ أبي طلحة أبا طلحة، فجاء به فَلَحَدَ لرسولِ الله صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ دُفِنَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم مِنْ وَسَطِ الليلِ ليلَةِ الأربعاء.

وكانَ الذين (٢) نزلوا قبرَهُ صلى الله عليه وسلم: عليُّ بنُ أبي طالب، والفضلُ وقثُم ابنا العباس، وشقرانُ مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم (٣)، وبُنِيَ على لحدِهِ تسعُ لبناتٍ نُصِبْنَ نصبًا)) (٤)

٢٨٧ - وروى جعفر بن محمد الصادق عن أبيه: ((أَنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه [وسلم] (٥) رُشَّ على قبرِهِ، وجُعِلَ عليهِ حصباء من حصباءِ العَرَصة، وَرُفِعَ

---

(١) يلحد: اللحد: الشق يكون في عُرْض القبر. القاموس المحيط، ص ٣١٧.مادة (لحد)
(٢) في نسخة (ب): (الذي)، والصواب المثبت.
(٣) في نسخة (ب) زيادة في الحاشية: (وفرش تحت سيدي رسول الله صلى الله عليه وسلم في لحده بردته الشريفة، كان يرتديها في حال حياته - صلى الله عليه وسلم -)، وقد ذكر ذلك ابن سعد في الطبقات بعدة روايات ٢/ ٢٩٩ - ٣٠٠، تاريخ الطبري ٣/ ٣١٤، السيرة النبوية لابن هشام ٤/ ٣١٥.
(٤) تخريج الحديث رقم (٢٨٦):
أخرج مالك في الموطأ بمعناه في ١٦ كتاب الجنائز ١٠ باب ما جاء في دفن الميت ح ٢٨، ١/ ٢٣١.
أخرجه ابن ماجه في سننه، ح رقم ١٦٢٨، ص ٢٤٠، عن ابن إسحاق، عن حسين بن عبد الله، عن عكرمة، عن ابن عباس، كتاب الجنائز، باب وفاته ودفنه - صلى الله عليه وسلم -، وقد ذكر خبر دفن القطيفة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم.
أخرجه البيهقي في دلائل النبوة ٧/ ٢٥٤، بنفس السند السابق، مع خبر القطيفة.
السيرة النبوية لابن هشام، ٤/ ٣١٥، عن ابن إسحاق، عن عبد الله بن أبي بكر، عن امرأته فاطمة بنت عمارة، عن عمرة بنت عبد الرحمن بن سعد بن زرارة، عن عائشة.
تاريخ الرسل والملوك لابن جرير الطبري ٣/ ٣١٤، فهو صحيح بشواهده الكثيرة.
(٥) سقط من نسخة (أ) كلمة: (وسلم).