للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومن بعده، مثل الشعبي (١)، والْحَسَن، وأمثالهما اقتصرت على ذكر أخبارهم في مدة ولايتهم القضاء، واستغنيت بشهرتهم عَن ذكر رواياتهم.

وكذلك من كان منتشر الفقه منهم لم أذكر فقهه كله؛ واقتصرت على قضاياه.

ومن كان منهم مقلاً ذكرت روايته، وكذلك فقهه وأحكامه؛ إِذ كان فقهه وأحكامه جرى في أيام ولايته كشريح القاضي (٢)، وعَبْد اللهِ بْن شُبْرُمَةَ (٣)، ومن جرى مجراهما؛ فقصيت بما بلغني عنهم.

وبدأت في هَذَا الكتاب بما روى عَن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وعن الصحابة والتابعين رحمهم الله في التشديد في القضاء، والكراهة له، والفرار منه، والجزع من التقدم عليه، ثم ذكرت ما روى فيمن قضى بالحق، ومن قضى بالجور، ومن قضى بما لا يعلم، ومن ارتشى في الحكم، وصفة القاضي، ومن ينبغي أن يقلد القضاء والحكم، وما جاء فيمن سأل القضاء واستشفع عليه، وما جاء في ألا يقضى أحد بين اثنين وهو غضبان، والتعديل بين الخصوم، وأشباه ذلك، وما يقاربه.


(١) عامر بن شراحيل بن عبد بن ذي كبار، علامة عصره، ولد سنة ٢١ ه، رأى علياً وصلى خلفه، وسمع من كبار الصحابة، كان الشعبي فيمن خرج مع القراء على الحجاج، مات سنة ١٠٤ ه. انظر: سير أعلام النبلاء للذهبي ٤/ ٢٩٤.
(٢) شريح القاضي ابن الحارث بن قيس، من كِنْدَةَ، يكنى بأبي أمية، ولاه عمر رضي الله عنه قضاء الكوفة، كان ثقة شاعراً قاضياً، توقف في الفتنة التي حدثت في عهد ابن الزبير فلم يسأل ولم يخبر, توفي سنة ٧٦ ه. انظر: الطبقات الكبرى لابن سعد ٦/ ١٣١.
(٣) عبد الله بن شُبْرُمَةَ الضَّبِّيُّ، وكان ثقة فقيهاً، قليل الحديث، تولى قضاء أرض الخراج، وكان والياً على اليمن، توفي سنة ١٤٤ ه. انظر: الطبقات الكبرى لابن سعد ٦/ ٣٥٠.

<<  <   >  >>