الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين.
وبعد:
فإن الله عز وجل قد حفظ الدين، وأتم النعمة، ويسر لنا سبل العلم، وأضاء لنا الطريق بمصابيح الدجى، فحمل النبي صلى الله عليه وسلم همّ الدعوة، فبلغها على أكمل وجه وأتمه، ثم تبعه صحابته الكرام رضوان الله عليهم فعملوا بها، وعلموها، وكانوا خير جيل على وجه الأرض، فهم من تربوا على يد محمد صلى الله عليه وسلم، فكان نتاج هذا الغرس، ثلة من التابعين الذين لم يتوانوا في خدمة دين الله، فكان لزاما علينا أن ننقب في آثار الرعيل الأول، ونقلب في صفحات علمهم وفقههم، لنستنبط من ذلك فقهاً وأدباً وخلقاً وعلماً جماً.