للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فهناك أمور علمية وتخصصية، الأصل فيها أن ترد إلى أهلها ما يدل على ذلك حديث ابن عباس - رضي الله عنه - ما، قال: "كنت أقرئ عبد الرحمن بن عوف، فلما كان آخر حجة حجها عمر، فقال عبد الرحمن بمنى لو شهدت أمير المؤمنين أتاه رجل قال إن فلانا يقول: لو مات أمير المؤمنين لبايعنا فلانا.

فقال عمر: لأقومن العشية فأحذر هؤلاء الرهط الذين يريدون أن يغضبوهم، قلت: لا تفعل فإن الموسم يجمع رعاع الناس يغلبون على مجلسك فأخاف أن لا ينزلوها على وجهها فيطير بها كل مطير، فأمهل حتى تقدم المدينة دار الهجرة ودار السنة فتخلص بأصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من المهاجرين والأنصار فيحفظوا مقالتك وينزلوها على وجهها. فقال: " والله لأقومن به في أول مقام أقومه بالمدينة، قال ابن عباس: فقدمنا المدينة. فقال: "إن الله بعث محمداً ص بالحق وأنزل عليه الكتاب فكان فيما أنزل آية الرجم ... الخ". (١)

قال ابن خويز منداد (٢): " واجب على الولاة مشاورة العلماء فيما لا يعلمون، وفيما أشكل عليهم من أمور الدين، ووجوه الجيش فيما يتعلق بالحرب، ووجوه الناس فيما يتعلق بالمصالح، ... ووجوه الكتاب والوزراء والعمال فيما يتعلق بمصالح البلاد وعمارتها". (٣)


(١) صحيح البخاري: كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة، باب ما ذكر النبي - صلى الله عليه وسلم - وحض على اتفاق أهل العلم، ج ٩، ص ١٢٧ - ١٢٨، برقم ٧٣٢٣.
(٢) محمد بن أحمد بن عبد الله بن خويز منداد المالكي، صاحب أبي بكر الأبهري، من كبار المالكية العراقيين، توفي ٣٩٠ هـ.
- الوافي بالوفيات: صلاح الدين خليل بن أيبك الصفدي، تح: أحمد الأرناؤوط، وتركي مصطفى، دار إحياء التراث العربي: بيروت، ط () ١٤٢٠ هـ- ٢٠٠٠ م، ج ٢، ص ٣٩.
(٣) تفسير القرطبي: القرطبي، ج ٤، ص ٢٥٠.

<<  <   >  >>