رأي الأغلبية يفيد الترجيح وقد ذكرنا الدلائل على ذلك في حجج المجيزين لرأي الأغلبية عند حديثنا عن مجالاتها ومنها:
١ - أخذ النبي - صلى الله عليه وسلم - برأي الأغلبية في قتال المشركين بمعركة الفرقان (بدر).
٢ - رجوع النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى رأي أغلبية الصحابة في الخروج عن المدينة لملاقاة المشركين في أحد.
٣ - نزول النبي - صلى الله عليه وسلم - عند رأي أغلبية الصحابة في البقاء لحصار أهل الطائف.
٤ - رجوع أمير المؤمنين عمر - رضي الله عنه - إلى قول مشيخة قريش مع ما انضم إليهم من المهاجرين والأنصار في عدم دخول الشام للوباء الذي نزل بها.
٥ - نزول عبد الرحمن بن عوف - رضي الله عنه - عند رأي عامة الصحابة في اختيار عثمان - رضي الله عنه - وتقديمه على علي - رضي الله عنه -، قال عبد الرحمن:"فلم أرهم يعدلون بعثمان .. " فكان ذلك مرجحاً لمبايعته وتقديمه مما يدل على اعتبار رأي الأغلبية وعلى كونه مرجحاً.
٦ - ومن الشواهد على الترجيح بالأغلبية قول أمير المؤمنين عمر - رضي الله عنه - لأهل الشورى:"ويتبع الأقل الأكثر" فإن صحت هذه الرواية فهي حجة أخرى؛ لأنها سنة الخلفاء الراشدين المهديين رضوان الله تعالى عليهم