للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والده (محمد بن سلامة): من أهل العلم والأدب والفضل، وهو ما تحدث به الطحاوي عن أبيه من أنه كان أديباً، له نظر وباع في الشعر والأدب، وقد كان يصحح بعض الأبيات، ويكمل

بعضها الآخر، حينما كان يعرض عليه أبنه (أحمد) ذلك. (١)

وكانت وفاته سنة (٢٦٤ هـ) (٢).

وأما والدته: فهي على الراجح: أخت المزني صاحب الإمام الشافعي رحمهم الله تعالى.

وقد كانت معروفة: بالعلم والفقه والصلاح.

ذكرها السيوطي (ت ٩١١ هـ) في ضمن من كان بمصر من الفقهاء الشافعية وقال: (أخت المزني): كانت تحضر مجلس الشافعي، ونقل عنها الرافعي (ت ٦٢٤ هـ) في الزكاة، وذكرها ابن السبكي (ت ٧٧١ هـ) والأسنوي (ت ٧٧٢ هـ) في الطبقات (٣) فغالب الاحتمال أنها هي أم (أبي جعفر الطحاوي)، حيث لم يذكر المؤرخون في تعريفها سوى شهرتها أنها (أخت المزني) ولم يذكروا لها اسما، وإنما ذكروها بالتعريف: بأم الطحاوي أنها (أخت المزني) فقط.

أما أولاده: فغاية ما وصلنا أن له ولداً يدعى أبا الحسن علي بن أحمد بن محمد الطحاوي، نسب له علم بالحديث والفقه، وذكر السمعاني أنه روى عن أبي عبد الرحمن بن شعيب النسائي وغيره (٤) وذكر صاحب الجواهر المضية أنه تفقه على أبيه وروى عنه (٥).

نشأ رحمه الله في هذه الأسرة الفاضلة، وقرأ القرآن وتأدب على يد أبي يحيى بن محمد بن عمروس وكان عاقلاً عابداً (٦)، ثم أخذ الفقه على خاله المزني صاحب الشافعي كما نصت على هذا سائر كتب التراجم. (٧).

من كل ما سبق، يتبين لنا أن الطحاوي قد عاش ونشأ في بيئة كلها علم وفضل وصلاح.


(١) شرح شكل الآثار (١/ ٣٧).
(٢) الجواهر المضية (١/ ٢٧٣).
(٣) انظر: حسن المحاضرة (١/ ١٦٧) وطبقات الشافعية للأسنوي (١/ ٣٢).
(٤) الأنساب (٨/ ٢١٨).
(٥) الجواهر المضية (١/ ٣٥٢).
(٦) لسان الميزان (١/ ٢٨١).
(٧) أبو جعفر الطحاوي وأثره في الحديث (٦٢).

<<  <   >  >>