للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والمستضعفين من المؤمنين، اللهم أشدد وطأتك على مضر، واجعلها عليهم سنين كسني يوسف، اللهم العن لحيان ورعلاً وذكوان وعُصَيَّة عصت الله ورسوله" فأنزل الله: {لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ} [آل عمران:١٢٨]. قال: فما دعا رسول الله عليه السلام بدعاء على أحد (١)

وعن أنس أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كسرت رباعيته يوم أحد، وشجّ، فجعل يسلت الدم عن وجهه، ويقول: "كيف يفلح قوم شجوا وجه نبيهم، وكسروا رباعيته وهو يدعوهم؟ " فأنزل الله: {لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ} {آل عمران:١٢٨]. (٢)

فتأملنا هذه الآثار وكشفناها لنقف على الأولى منها بما نزلت فيه هذه الآية من المعنيين المذكورين فيها، فاحتمل أن يكون نزولها في وقت واحد يراد بها السببان المذكوران في هذه الآثار، فوجدنا ذلك بعيداً في القلوب، لأن غزوة أحد كانت في سنة ثلاث، وفتح مكة كان في سنة ثمان، ودعاء النبي - صلى الله عليه وسلم - كان لمن دعا له في صلاته قبل فتح مكة، فبعيد في القلوب أن يكون السببان اللذان قيل: إن هذه الآية نزلت في كل واحد منهما كان نزولها فيهما جميعاً.


(١) أخرجه مسلم في صحيحه - كتاب: المساجد - باب: استحباب القنوت في جميع الصلاة، إذا نزل بالمسلمين نازلة - (حـ ١٥٣٨ - ٥/ ١٨١) -
والبيهقي في سننه - كتاب: الصلاة - باب: القنوت في الصلوات عند نزول نازلة - (حـ ٢ - ٢/ ١٩٧).
(٢) أخرجه مسلم في صحيحه - كتاب: الجهاد - باب: غزوة أحد - (حـ ٤٦٢١ - ١٢/ ٣٦٠)
والترمذي في سننه - كتاب: تفسير القرآن - باب: ومن سورة آل عمران - (جـ ٣٠٠٩ - ١١/ ١٢٩) وقال: هذا حديث حسن صحيح. أهـ.

<<  <   >  >>