للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قوله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ مِنْهُ مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (٦)} [المائدة:٦]

قال أبو جعفر الطحاوي: وقد اختلف الناس في قوله تعالى: {وَأَرْجُلَكُمْ} [المائدة:٦] فأضافة قوم إلى قوله تعالى: {وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ} [المائدة:٦] قصراً على معنى: (وامسحوا برءوسكم وأرجلكم).

وأضافة قوم إلى قوله: {فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ} [المائدة:٦] فقرأوا (وأرجلكم) نسقاً على قوله: {فاغسلوا وجوهكم واغسلوا أرجلكم} على الإضمار والنسق.

وقد اختلف في ذلك أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ومن دونهم. فمما روي عنهم في ذلك .. ، أن عبد الله بن مسعود قرأ: {وَأَرْجُلَكُمْ} [المائدة:٦] بالفتح .. وعن ابن عباس: أنه قرأها كذلك، وممن قرأها كذلك: مجاهد، وعروة بن الزبير، وشهر بن حوشب (١)

وعن مجاهد: أنه قرأها: {وَأَرْجُلَكُمْ} [المائدة:٦] خفضها .. وعن الحسن أنه قرأها كذلك.

(شرح معاني الآثار-١/ ٤٠)


(١) شَهْرُ هو: أبو سعيد شهر بن حوشب الاشعري الشامي، كان من كبار علماء التابعين، وثقه ابن معين وغيره، وكانت وفاته سنة (١٠٠ هـ).
(سير أعلام النبلاء-٤/ ٣٧٢).

<<  <   >  >>