للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الدراسة

بين الإمام الطحاوي الروايات الواردة في بيان المراد بـ (يوم الحج الأكبر) مرجحاً أن هذا وصف لجميع أيام الحج في السنة التي حج فيها أبو بكر - رضي الله عنه - بالناس، وليس وصفاً لأحد أيام الحج.

وإليك بيان أقوال المفسرين في المراد بقوله جل وعلا: {يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ} [التوبة:٣]:-

القول الأول: أن المراد بيوم الحج الأكبر هو: أيام الحج كلها.

- وهذا قول: مجاهد - وسفيان الثوري. (١).

- وقد رد هذا القول: بأن هذا القول وإن كان جائزاً في كلام العرب إلا أنه ليس بالأشهر في كلامهم أن (اليوم) يطلق ويراد به (الأيام) بل الأشهر في كلامهم أن (اليوم) يطلق ويراد به الوقت الذي من غروب الشمس إلى مثله من الغد. فوجب تفسير كلام الله جل وعلا بالمعنى الأشهر عند من نزل الكتاب بلسانه. (٢).

القول الثاني: أن المراد بيوم الحج الأكبر هو: جميع أيام الحج في العام الذي حج فيه الرسول - صلى الله عليه وسلم - حيث اتفق فيه حج الملل. فسمي بيوم الحج الأكبر لاجتماع المسلمين والمشركين فيه، ولموافقته لأعياد أهل الكتاب، ولم يتفق ذلك قبله ولا بعده، فعظم ذلك على قلب كل مؤمن وكافر.

- وهذا قول: محمد بن سيرين - وعبد الله بن الحارث بن نوفل - والحسن بن أبي الحسن.

- وقد رد هذا القول: بأن المسلمين والمشركين حجوا قبل ذلك بعام، في العام الذي كان فيه أبو بكر الصديق - رضي الله عنه - أميراً على الحج، حيث نودي فيهم ألا يحج بعد هذا العام مشرك. (٣)


(١) انظر: تفسير الطبري (٦/ ٣١٦) - وأحكام القرآن للجصاص (٣/ ١١٩).
(٢) انظر: تفسير الطبري (٦/ ٣١٦) - وتفسير الرازي (١٥/ ٢٢١).
(٣) انظر: معاني القرآن للنحاس (٣/ ١٨٣) - وتفسير الزمخشري (٣/ ١٠) وتفسير البغوي (٤/ ١٢).

<<  <   >  >>