للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عامراً، فقال: ما الخطب يا أبا علي؟ فأخبره، وقال: إني قائل أبياتاً أتقول عليه وأزعم أنكما حكمتماني ثم، وأنا واقف في سوق عكاظ أنشدها فينشدها قواعد أصحابك أن يعقروا الإبل ويحفظ الشعر، ففعل وغدا الأعشى فقال ورفع عقيرته، أي صوته بالغناء:

علقم لا لست من عامر … الناقض الأوتار والواتر

سدت بني الأحوص لم تعدهم … وعامر ساد بني عامر

ساد وألفى رهطه سادة … وكابراً سادوك عن كابر

من يجعل الجد الظنون الذي … جنب صوب اللجب الماطر

مثل الفرات إذا ما طما … يقذف بالبوصى والماهر

حكمتوه فقضى بينكم … أبلج مثل القمر الزاهر

ولم يزد على هذه الأبيات، وشد أصحاب عامر فعقروا الإبل ونادوا: أعامر ثم تفرقوا، وكان في سرعان أصحاب عامر فتي تقدم قبل القوم فأورد فريقاً على الماء وهو رافع عقيرته يقول:

علقم لا لست إلى عامر … الناقض الأوتار والواتر

فسمعته مليكة بنت الحطيئة فوضعت البوغاء على رأسها وهتفت:

<<  <  ج: ص:  >  >>