للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

رُؤْيَة مَا كَانَ من الله لله ويتفرد الْوَاحِد الصَّمد فِي أحديته فَلَا يكون لغير الله مَعَ الله فنَاء وَلَا بَقَاء

معنى ذهَاب حَظه من الدُّنْيَا مُطَالبَة الاعراض وَمن الاخرة مُطَالبَة الاعواض فَيبقى حَظه من الله وَهُوَ رِضَاهُ عَنهُ وقربه مِنْهُ ثمَّ يرد عَلَيْهِ حَالَة من إجلال الله تَعَالَى أَن يقرب مثله أَو يرضى عَن مثله استحقارا لنَفسِهِ وإجلالا لرَبه ثمَّ ترد عَلَيْهِ حَالَة فيستوفيه حق الله تَعَالَى فيغيبه عَن رُؤْيَة صفته الَّتِي هِيَ رُؤْيَة ذهَاب حَظه فَلَا يبْقى فِيهِ إِلَّا مَا من الله إِلَيْهِ ويفنى عَنهُ مَا مِنْهُ الى الله فَيكون كَمَا كَانَ إِذْ كَانَ فِي علم الله تَعَالَى قبل أَن يوجده وَسبق لَهُ مِنْهُ مَا سبق من غير فعل كَانَ مِنْهُ

وَعبارَة أُخْرَى عَن الفناء أَن الفناء هُوَ الْغَيْبَة عَن صِفَات البشرية بِالْحملِ الموله من نعوت الالهية وَهُوَ أَن يفنى عَنهُ أَوْصَاف البشرية الَّتِي هِيَ الْجَهْل وَالظُّلم لقَوْله تَعَالَى {وَحملهَا الْإِنْسَان إِنَّه كَانَ ظلوما جهولا} وَمن أَوْصَافه الكنود والكفور وكل صفة ذميمة تفنى عَنهُ بِمَعْنى أَن يغلب علمه جَهله وعدله ظلمه وشكره كفرانه وأمثالها

قَالَ أَبُو الْقَاسِم فَارس الفناء حَال من لَا يشْهد صفته بل يشهدها مغمورة بمغيبها

وَقَالَ فنَاء البشرية لَيْسَ على معنى عدمهَا بل على معنى أَن تغمد بلذة توفى على رُؤْيَة الالم واللذة الْجَارِيَة على العَبْد فِي الْحَال كصواحبات يُوسُف عَلَيْهِ السَّلَام {قطعن أَيْدِيهنَّ} لفناء أوصافهم وَلما ورد على أسرارهن من لَذَّة النّظر إِلَى يُوسُف مِمَّا غيبهم عَن ألم مَا دخل عَلَيْهِنَّ من قطع أَيْدِيهنَّ

ولبعض أهل الْعَصْر

<<  <   >  >>