وَقد وعد الله تَعَالَى على مَا لَهُ ثَوابًا وأوعد على مَا عَلَيْهِ عقَابا والوعيد حق الله تَعَالَى من الْعباد والوعد حق الْعباد على الله فِيمَا أوجبه على نَفسه فَإِن استوفى مِنْهُم حق نَفسه وَلم يوفهم حَقهم لم يكن ذَلِك لائقا بفضله مَعَ غناهُ عَنْهُم وفقرهم اليه بل الاليق بفضله والاحرى بكرمه أَن يوفيهم حُقُوقهم ويزيدهم من فَضله ويهب مِنْهُم حق نَفسه وَبِذَلِك أخبر عَن نَفسه فَقَالَ {إِن الله لَا يظلم مِثْقَال ذرة وَإِن تَكُ حَسَنَة يُضَاعِفهَا وَيُؤْت من لَدنه أجرا عَظِيما} وَفِي قَوْله {من لَدنه} أَنه تفضل وَلَيْسَ بجزاء
الْبَاب الثَّامِن عشر
قَوْلهم فِي الشَّفَاعَة
أَجمعُوا على أَن الاقرار بجملة مَا ذكر الله تَعَالَى فِي كِتَابه وَجَاءَت بِهِ الرِّوَايَات عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي الشَّفَاعَة وَاجِب لقَوْله تَعَالَى {ولسوف يعطيك رَبك فترضى}