للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وَمعنى الِاكْتِسَاب أَن يفعل بِقُوَّة محدثة

وَقَالَ بَعضهم معنى الِاكْتِسَاب أَن يفعل لجر مَنْفَعَة أَو دفع مضرَّة لقَوْله تَعَالَى {لَهَا مَا كسبت وَعَلَيْهَا مَا اكْتسبت}

وَأَجْمعُوا أَنهم مختارون لاكتسابهم مريدون لَهُ وَلَيْسوا بمحمولين عَلَيْهِ وَلَا مجبرين فِيهِ وَلَا مستكرهين لَهُ

وَمعنى قَوْلنَا مختارون أَن الله تَعَالَى خلق لنا اخْتِيَارا فَانْتفى الْإِكْرَاه فِيهَا وَلَيْسَ ذَلِك على التَّفْوِيض

قَالَ الْحسن بن عَليّ رضى الله عَنْهُمَا إِن الله تَعَالَى لَا يطاع بإكراه وَلَا يعْصى بِغَلَبَة وَلم يهمل الْعباد من المملكة

وَقَالَ سهل بن عبد الله إِن الله تَعَالَى لم يقو الْأَبْرَار بالجبر إِنَّمَا قواهم بِالْيَقِينِ

وَقَالَ بعض الكبراء من لم يُؤمن بِالْقدرِ فقد كفر وَمن أحَال الْمعاصِي على الله فقد فجر

الْبَاب الْخَامِس عشر

قَوْلهم فِي الْجَبْر

وأحال بَعضهم الْجَبْر وَقَالَ لَا يكون الْجَبْر إِلَّا بَين الممتنعين وَهُوَ أَن يَأْمر الْآمِر وَيمْتَنع الْمَأْمُور فيجبره الْآمِر عَلَيْهِ وَمعنى الْإِجْبَار أَن يستكره الْفَاعِل على إتْيَان فعل هُوَ لَهُ كَارِه وَلغيره مُؤثر فيختار الْمُجبر إتْيَان مَا يكرههُ وَيتْرك الَّذِي يُحِبهُ وَلَوْلَا إكراهه لَهُ وإجباره إِيَّاه لفعل الْمَتْرُوك وَترك الْمَفْعُول وَلم نجد هَذِه الصّفة فِي

<<  <   >  >>