قَالَ أَبُو عَمْرو الدمشقى فى قَوْله تَعَالَى {مسني الضّر} أى مسنى الضّر فصبرنى لِأَنَّك أرْحم الرَّاحِمِينَ
وَقَالَ غَيره مسنى الضّر الذى تخص بِهِ أنبيائك وأوليائك بِلَا اسْتِحْقَاق منى لَكِن لِأَنَّك أرْحم الرَّاحِمِينَ
وَقَالَ بَعضهم إِنَّمَا جزع من أَجله لَا من أجل نَفسه وَذَلِكَ أَن الْأَلَم استولى على بدنه فخاف زَوَال عقله أنشدونا لأبى الْقَاسِم سمنون ... تجرعت من حاليه نعمى وابؤسا ... زمَان إِذا أمضى عزاليه احتسى ... فكم غمرة قد جرعتني كؤوسها ... فجرعتها من بَحر صبرى أكؤسا ... تدرعت صبرى والتحقت صروفه ... وَقلت لنفسى الصَّبْر أَو فاهلكى أسا ... خطوب لَو أَن الشم زاحمن خطبهَا ... لساخت وَلم تدْرك لَهَا الْكَفّ ملمسا ...
الْبَاب الثَّامِن وَالثَّلَاثُونَ
قَوْلهم فى الْفقر
قَالَ أَبُو مُحَمَّد الجريرى الْفقر أَن لَا تطلب الْمَعْدُوم حَتَّى تفقد الْمَوْجُود مَعْنَاهُ أَن لَا تطلب الأرزاق إِلَّا عِنْد خوف الْعَجز عَن الْقيام بِالْفَرْضِ قَالَ ابْن الْجلاء الْفقر أَن لَا يكون لَك فَإِذا كَانَ لَك لَا يكون لَك على معنى قَوْله تَعَالَى {ويؤثرون على أنفسهم وَلَو كَانَ بهم خصَاصَة}
قَالَ أَبُو مُحَمَّد رُوَيْم بن مُحَمَّد الْفقر عدم كل مَوْجُود وَترك كل مَفْقُود
وَقَالَ الكنانى إِذا صَحَّ الافتقار إِلَى الله صَحَّ الْغنى بِاللَّه لِأَنَّهُمَا حالان لَا يتم أَحدهمَا إِلَّا بِالْآخرِ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute