للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إِذْ لَا يواصل الْحق بهَا وَلَا يفاصل وَلَا يعْتَمد عَلَيْهَا اعْتِمَاد معول وَلَا يَتْرُكهَا ترك معاند بل يُقيم وظائف الْحق رقا وعبودية وَيكون الِاعْتِمَاد على مَا فِي الازل

يُرِيد باستحلاء الطَّاعَة رؤيتها من نَفسك دون مُشَاهدَة فضل الله عَلَيْك فِي التَّوْفِيق فِي قَول الله تَعَالَى {وَلذكر الله أكبر} قَالَ أكبر من أَن تبلغه أفهامكم وتحويه عقولكم وَيجْرِي على أَلْسِنَتكُم

وَحَقِيقَة الذّكر هُوَ نِسْيَان مَا سواهُ فِيهِ لقَوْله عز وَجل {وَاذْكُر رَبك إِذا نسيت} وَفِي قَوْله تَعَالَى {كلوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أسلفتم فِي الْأَيَّام الخالية} أَي الخالية عَن ذكر الله لِتَعْلَمُوا أَنكُمْ بفضله نلتم لَا بأعمالكم

قَالَ أَبُو بكر القحطبي نفوس الْمُوَحِّدين نفوس سئمت من جَمِيع مَا ظهر من نعوتها وصفاتها واستقبحت كل باد بدا مِنْهَا وانقطعت عَن الشواهد والعوائد والفوائد وعجزت عَن إِظْهَار الدَّعْوَى بَين يَدَيْهِ لما سَمِعت قَوْله عز وَجل {وَلَا يُشْرك بِعبَادة ربه أحدا}

الشواهد الْخلق والعوائد الاعواض والفوائد الاعراض

قَالَ أَبُو بكر الوَاسِطِيّ معنى التَّكْبِير فِي الصَّلَاة كَأَنَّك تَقول جللت عَن أَن تواصل بهَا أَو تفاصل بِتَرْكِهَا إِذْ الْفَصْل والوصل لَيْسَ بحركات بل هُوَ بِمَا سبق فِي الازل

قَالَ الْجُنَيْد لَا يكونن همك فِي صَلَاتك إِقَامَتهَا دون الْفَرح وَالسُّرُور بالاتصال بِمن لَا وَسِيلَة إِلَيْهِ إِلَّا بِهِ

قَالَ ابْن عَطاء لَا يكونن همك فِي صَلَاتك إِقَامَتهَا دون الهيبة والاجلال لمن رآك فِيهَا

<<  <   >  >>