للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قَالَ الجنيدي للشبلي نَحن حبرنا هَذَا الْعلم تحبيرا ثمَّ خبأناه فِي السراديب فَجئْت أَنْت فأظهرته على رُؤُوس الْمَلأ

فَقَالَ أَنا أَقُول وَأَنا أسمع فَهَل فِي الدَّاريْنِ غَيْرِي

وَقَالَ بعض الْكِبَار للجنيد وَهُوَ يتَكَلَّم على النَّاس يَا أَبَا الْقَاسِم إِن الله لَا يرضى عَن الْعَالم بِالْعلمِ حَتَّى يجده فِي الْعلم فَإِن كنت فِي الْعلم فَالْزَمْ مَكَانك وَإِلَّا فَانْزِل

فَقَامَ الْجُنَيْد وَلم يتَكَلَّم على النَّاس شَهْرَيْن ثمَّ خرج فَقَالَ لَوْلَا أَنه بَلغنِي عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ فِي آخر الزَّمَان يكون زعيم الْقَوْم أرذلهم مَا خرجت اليكم

وَقَالَ الْجُنَيْد مَا تَكَلَّمت على النَّاس حَتَّى أَشَارَ إِلَى وعَلى ثَلَاثُونَ من البدلاء إِنَّك تصلح أَن تَدْعُو إِلَى الله عز وَجل

وَقيل لبَعض الْكِبَار لم لَا تَتَكَلَّم

فَقَالَ هَذَا علم قد أدبر وَتَوَلَّى والمقبل على الْمُدبر أدبر من الْمُدبر

قَالَ أَبُو مَنْصُور البنجخينى لأبي الْقَاسِم الْحَكِيم بِأَيّ نِيَّة أَتكَلّم على النَّاس

فَقَالَ لَا أعلم للمعصية نِيَّة غير التّرْك

وَاسْتَأْذَنَ أَبُو عُثْمَان سعيد بن إِسْمَاعِيل الرَّازِيّ أَبَا حَفْص الْحداد وَكَانَ تِلْمِيذه فِي الْكَلَام على النَّاس فَقَالَ لَهُ أَبُو حَفْص وَمَا يَدْعُوك إِلَيْهِ فَقَالَ أَبُو عُثْمَان الشَّفَقَة عَلَيْهِم والنصيحة لَهُم

فَقَالَ وَمَا بلغ من شفقتك عَلَيْهِم

فَقَالَ لَو علمت أَن الله يُعَذِّبنِي بدل جَمِيع من آمن بِهِ ويدخلنهم الْجنَّة وجدت من قلبِي الرِّضَا بِهِ

<<  <   >  >>