للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قَالَ رجل لسهل بن عبد الله التسترِي من أصحب من طوائف النَّاس فَقَالَ عَلَيْك بالصوفية فَإِنَّهُم لَا يستكثرون وَلَا يستنكرون شَيْئا وَلكُل فعل عِنْدهم تَأْوِيل فهم يعذرونك على كل حَال

وَقَالَ يُوسُف بن الْحُسَيْن سَأَلت ذَا النُّون من أصحب فَقَالَ من لَا يملك وَلَا يُنكر عَلَيْك حَالا من أحوالك وَلَا يتَغَيَّر بتغيرك وَإِن كَانَ عَظِيما فَإنَّك أحْوج مَا تكون إِلَيْهِ أَشد مَا كنت تغيرا

وَقَالَ ذُو النُّون رَأَيْت امْرَأَة بِبَعْض سواحل الشَّام فَقلت لَهَا من أَيْن اقبلت رَحِمك الله قَالَت من عِنْد أَقوام تَتَجَافَى جنُوبهم عَن الْمضَاجِع يدعونَ رَبهم خوافا وَطَمَعًا قلت وَأَيْنَ تريدين قَالَت إِلَى رجال لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَة وَلَا بيع عَن ذكر الله قلت صفيهم لي فانشأت تَقول ... قوم همومهم بِاللَّه قد علقت ... فَمَا لَهُم همم تسمو إِلَى أحد ... فمطلب الْقَوْم مَوْلَاهُم وسيدهم ... يَا حسن مطلبهم للْوَاحِد الصَّمد ... مَا إِن تنارعهم دنيا وَلَا شرف ... من المطاعم وَاللَّذَّات وَالْولد ... وَلَا للبس ثِيَاب فائق أنق ... وَلَا لروح سرُور حل فِي بلد ... إِلَّا مسارعة فِي إِثْر منزلَة ... قد قَارب الخطو فِيهَا باعد الابد ... فهم رهائن غُدْرَان وأودية ... وَفِي الشوامخ تلقاهم مَعَ الْعدَد ...

<<  <   >  >>