لمشيئة وَالْفضل وَالْعدْل لأَنهم لَا يسْتَحقُّونَ على أجرام مُنْقَطِعَة عقَابا دَائِما وَلَا على أَفعَال مَعْدُودَة ثَوابًا دَائِما غير مَعْدُود
وَأَجْمعُوا أَنه لوعذب جَمِيع من فِي السَّمَوَات وَالْأَرْض لم يكن ظَالِما لَهُم وَلَو أَدخل جَمِيع الْكَافرين الْجنَّة لم يكن ذَلِك محالا لِأَن الْخلق خلقه وَالْأَمر أمره وَلكنه أخبر أَنه ينعم على الْمُؤمنِينَ أبدا ويعذب الْكَافرين ابدا وَهُوَ صَادِق فِي قَوْله وَخَبره صدق فَوَجَبَ أَن يفعل بهم ذَلِك وَلَا يجوز غَيره لِأَنَّهُ لَا يكذب فِي ذَلِك تَعَالَى الله عَن ذَلِك علوا كَبِيرا
وَأَجْمعُوا أَنه لَا يفعل الْأَشْيَاء لعِلَّة وَلَو كَانَ لَهَا عِلّة لَكَانَ للعة عِلّة إِلَى مَا لَا يتناهى وَذَلِكَ بَاطِل قَالَ الله تَعَالَى {إِن الَّذين سبقت لَهُم منا الْحسنى أُولَئِكَ عَنْهَا مبعدون} وَقَالَ {هُوَ اجتباكم} وَقَالَ {وتمت كلمة رَبك لأملأن جَهَنَّم من الْجنَّة وَالنَّاس أَجْمَعِينَ} وَقَالَ {وَلَقَد ذرأنا لِجَهَنَّم كثيرا من الْجِنّ وَالْإِنْس}
وَلَا يكون شئ مِنْهُ ظلما وَلَا جورا لِأَن الظُّلم إِنَّمَا صَار ظلما لِأَنَّهُ منهى عَنهُ وَلِأَنَّهُ وضع الشئ فِي غير مَوْضِعه والجور إِنَّمَا كَانَ جورا لِأَنَّهُ عدل عَن الطَّرِيق الَّذِي بَين لَهُ والمثال الَّذِي مثل لَهُ من فَوْقه وَمن هُوَ تَحت قدرته وَلما لم يكن الله تَحت قدرَة قَادر وَلَا كَانَ فَوْقه آمُر وَلَا زاجر لم يكن فِيمَا يَفْعَله ظَالِما ولافي شئ يحكم بِهِ جائرا وَلم يقبح مِنْهُ شئ لآن الْقَبِيح مَا قبحه وَالْحسن مَا حسنه
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute