دمشق واعتنى بِهِ عَمه الْحَافِظ نَاصِر الدّين فَأحْضرهُ على خَلِيل بن إِبْرَاهِيم الحافظي والْعَلَاء عَليّ بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن سُلَيْمَان الْمَقْدِسِي وَإِبْرَاهِيم بن أبي بكر بن السلار وَالشَّمْس مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الله بن عوض وَغَيرهم وأسمعه على أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن يُونُس الْعَدوي وَعبد الرَّحْمَن بن عمر بن مجلي وناصر الدّين مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن دَاوُد بن حَمْزَة وَمُحَمّد بن الرشيد عبد الرَّحْمَن المقدسيين ورسلان الذَّهَبِيّ والشهاب بن الْعِزّ وَفرج الشرفي وَأبي هُرَيْرَة بن الذَّهَبِيّ وَخلق وَأَجَازَ لَهُ جمَاعَة وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء وناب فِي الْحِسْبَة بِدِمَشْق. مَاتَ فِي مستهل جُمَادَى الْآخِرَة سنة ثَمَان وَأَرْبَعين رَحمَه الله وإيانا، وَفِي الحلبيين الْجمال عبد الله بن مُحَمَّد بن زُرَيْق وَسَيَأْتِي.
عبد الله بن أبي بكر بن عبد الرَّحْمَن أَبَا علوي الشريف الحسني عفيف الدّين شيخ حَضرمَوْت وركنها توفّي أَبوهُ وَهُوَ صَغِير فَنَشَأَ فِي حجر عَمه الشريف عمر بن عبد الرَّحْمَن أَبَا علوي على قدم نَفِيس ثمَّ اسْتمرّ يترقى بِصُحْبَة سَادَات الشُّيُوخ والتأدب بآدابهم والتخرج بهم حَتَّى بلغ مرتبَة الأكابر وأكب على مطالعة الْأَحْيَاء حَتَّى كَاد أَن يحفظه وَكَذَا أَكثر من مطالعة الرسَالَة وَغَيرهَا من تصانيف الْغَزالِيّ وَغَيره، كل ذَلِك مَعَ لطفه ومعرفته وَحسن محاضرته ولطف محاورته ومخالطته للفقهاء والفقراء بِمَا يناسبهم وَكَانَ أَولا يُنكر السماع ثمَّ صَار السماع غَالب)
أوقاته واشتهرت عَنهُ كرامات جمة بِحَيْثُ أفردها بعض أَصْحَابه فِي جُزْء وَصَحبه جمَاعَة كَثِيرُونَ فانتفعوا بِهِ وقصدوه من الْأَمَاكِن الْبَعِيدَة وَصَارَ فِي وقته فَردا حَتَّى فِي ضحوة الْأَحَد ثَالِث عشر رَمَضَان خمس وَسِتِّينَ أَفَادَهُ لي بعض الآخذين عني فِي صلحاء الْيمن مطولا وَقَالَ لي فِي مَوضِع أَنه أحد الْأَوْلِيَاء الْكِبَار مِمَّن أَخذ عَنهُ السَّيِّد السراج عمر بن عبد الرَّحْمَن أَبُو علوي الْحَضْرَمِيّ الْآتِي وَأَنه جمع من مناقبه جُزْءا لطيفا فِيهِ جملَة من كراماته.
عبد الله بن أبي بكر بن مُحَمَّد بن سَلامَة المضري بِالْمُعْجَمَةِ نِسْبَة لمضر الْقَبِيلَة الْمَعْرُوفَة الموزعي بِفَتْح الْمِيم وَسُكُون الْوَاو ثمَّ زَاي مَفْتُوحَة وَآخره عين مُهْملَة وموزع قَرْيَة حَسَنَة بَينهَا وَبَين السَّاحِل لَيْلَة الْيَمَانِيّ. خلف وَالِده المتوفي فِي سنة تسعين وَسَبْعمائة على طَريقَة مرضية وأخلاق زكية متمسكا بِالسنةِ وَطَالَ عمر فِي الطَّاعَة والملازمة على الْجَمَاعَة إِلَى أَن مَاتَ فِي سنة أَربع وَخمسين وَله ذُرِّيَّة بقريته أخيار صَالِحُونَ. أَفَادَهُ لي بعض أَصْحَابنَا اليمانيين.
عبد الله بن أبي بكر بن نصر بن عمر بن هِلَال جمال الدّين بن الشّرف الطَّائِي الحبشي الأَصْل المعري ثمَّ الْحلَبِي البسطامي الشَّافِعِي الْآتِي أَبوهُ وَأَخُوهُ