للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

فَقَالَ لَهُ: قد فَاتَ الْأَمر، فَلم يلبث أَن عزل فِي أَوَائِل الَّتِي تَلِيهَا بل مَا تمت السّنة حَتَّى مَاتَ الشَّيْخ فِي آخر يَوْم الْأَرْبَعَاء سَابِع عشري رَمَضَان سنة سبع وَعشْرين وَدفن من الْغَد بالمعلاة وازدحموا على نعشه وَكَانَ منور الْوَجْه حسن الْأَخْلَاق والمعاشرة مَقْصُودا بالزيارة والفتوح من الْأَمَاكِن الْبَعِيدَة، وَتَابَ على يَده من الْجبَال وتهامة وَغَيرهَا من الْيمن فَوق مائَة ألف وابتنى دَارا بِمَكَّة على الْمَرْوَة قبل مَوته بسنين وَبِه كَانَت وَفَاته رَحمَه الله وإيانا، ذكره الفاسي فِي مَكَّة والتقي بن فَهد فِي مُعْجَمه.

عمر بن مُحَمَّد بن مَسْعُود الْغَزِّي بن المغربي وَالِد المحمد بن قَاضِي الْحَنَفِيَّة وأخيه. كَانَ مالكي الْمَذْهَب خيرا. مَاتَ بعد الْأَرْبَعين.

عمر بن مُحَمَّد بن معيبد السراج أَبُو حَفْص الْأَشْعَرِيّ نسبا واعتقادا الزبيدِيّ بَلَدا ومولدا الْيَمَانِيّ الشَّافِعِي وَيعرف بالفتى من الفتوة وَهُوَ لقب أَبِيه، ولد فِي سنة إِحْدَى وَثَمَانمِائَة بزبيد وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وكتبا وَأول اشْتِغَاله على بلديه الْفَقِيه مُحَمَّد بن صَالح وَكَانَ كثير الدُّعَاء لَهُ وَهُوَ مِمَّن عرف بإجابة الدعْوَة بِحَيْثُ ظَهرت فِيهِ بركته وَثَمَرَة دُعَائِهِ ثمَّ قَرَأَ على الْكَمَال مُوسَى بن مُحَمَّد الضجاعي الْمِنْهَاج وَسمع عَلَيْهِ أَشْيَاء من كتب الْفِقْه إِلَى أَن تميز ثمَّ انْتقل فِي سنة سِتّ وَعشْرين إِلَى الشّرف بن الْمقري بِبَلَد ابْن عجيل الْيَمَانِيّ فَقَرَأَ عَلَيْهِ الْإِرْشَاد وَشَرحه بل وسمعهما أَيْضا ونظم ذَلِك كَمَا سَيَأْتِي مَعَ جَوَاب الشَّيْخ لَهُ ولازمه أتم مُلَازمَة دهرا طَويلا إِلَى أَن خرج فِي حَيَاته إِلَى بِلَاد أَصْحَاب شَرْقي زبيد على نَحْو يَوْم مِنْهَا فَمَكثَ بِبَعْض قراها وَقَرَأَ)

عَلَيْهِ بعض أهل تِلْكَ الْجِهَة مُدَّة ثمَّ انْتقل إِلَى قَرْيَة من قراها أَيْضا وتعرف بالمشراح فَتزَوج امْرَأَة من فقهائها وقطنها عاكفا على الأشغال والتصنيف كل ذَلِك فِي حَيَاة شَيْخه وقصده الطّلبَة من الْأَمَاكِن النائية فَلَمَّا استولى عَليّ بن طَاهِر على الْيمن وَملك زبيد وَقرر الْفُقَهَاء فِي الْأَوْقَاف قدم عَلَيْهِ صَاحب التَّرْجَمَة فَأكْرمه ورتب لَهُ فِي الْوَقْف مَا يَكْفِيهِ وَعِيَاله، واستنابه الشَّمْس يُوسُف الْمقري فِي تدريس النظامية ثمَّ عينت لَهُ الهكارية اسْتِقْلَالا وباشر ذَلِك فَانْتَفع بِهِ الطّلبَة وتفقه عَلَيْهِ من لَا يُحْصى من بِلَاد شَتَّى وَكَثُرت تلامذته وَقصد بالفتاوى من الْأَمَاكِن الْبَعِيدَة ثمَّ قَلّدهُ ابْن طَاهِر أَمر الْأَوْقَاف وصرفها لمستحقيها وَالْإِذْن فِي النِّيَابَة لمن لَا يحسن الْمُبَاشرَة وأشرك مَعَه فِي تقليدها غَيره مِمَّن كَانَ يتستر بِهِ فِي نِسْبَة مَا لم يكن لَهُ فِيهِ اخْتِيَار فتغيرت لذَلِك قُلُوب الْخَاصَّة على الشَّيْخ بعد أَن كَانَ مشكورا عِنْد الْخَاص وَالْعَام ملاحظا بِعَين التبجيل والإعظام ونسبوه إِلَى الْغَفْلَة وَعدم الْكَفَاءَة فِي ذَلِك، وَاسْتمرّ الْأَمر فِي تزايد إِلَى أَن توفّي ابْن طَاهِر وَاسْتولى

<<  <  ج: ص:  >  >>