للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وَاسْتمرّ فِي أسره مُدَّة ثمَّ أكْرم بالأموال الجزيلة والمماليك الْكَثِيرَة وَشرط عَلَيْهِ عدم مُوالَاة الظَّاهِر برقوق صَاحب مصر وَسَار إِلَى ماردين وَقد غَابَ عَنْهَا قَرِيبا من ثَلَاث سِنِين فَأَقَامَ بهَا إِلَى أَن نزل عَلَيْهِ تيمور أَيْضا فِي سنة اثْنَتَيْنِ فعصى عَلَيْهِ فَتَركه ثمَّ كتب إِلَيْهِ يستدعيه وَفِي صدر كِتَابه:

(سَلام عَلَيْكُم والعهود بِحَالِهَا ... لقد بلغ الأشواق منا كمالها)

فَرد جَوَابه مَعَ تقادم جليلة واعتذار جميل وَكَانَ عنوان كِتَابه:

(شوقي إِلَيْكُم زَائِد الْحَد وَصفه ... وَلَكِن تخَاف النَّفس مِمَّا جرى لَهَا)

وَاسْتمرّ إِلَى أَن قتل فِي وقْعَة جكم على آمد فِي ذِي الْحجَّة سنة تسع، وَملك ماردين بعده ابْن أَخِيه الصَّالح الشهابي أَحْمد بن إسكندر اسْتَخْلَفَهُ فِيهَا قبل إمْسَاك تيمور لَهُ، وَهُوَ فِي عُقُود المقريزي مطول عَفا الله عَنهُ.

عِيسَى بن سعيد بن عبد الحميد القَاضِي الْمَالِكِي، مَاتَ سنة ثَلَاثِينَ.

عِيسَى بن سُلَيْمَان بن خلف بن دَاوُد الشّرف أَبُو مُحَمَّد بن الْعلم أبي الرّبيع الطنوبي بِضَم الْمُهْملَة وَالنُّون وَآخره مُوَحدَة نِسْبَة لبلدة من إقليم المنوفية القاهري الشَّافِعِي، ولد فِي نصف ذِي الْحجَّة سنة إِحْدَى وَثَمَانمِائَة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وكتبا واشتغل فِي فنون وَلَا أستبعد أَخذه عَن النُّور الأدمِيّ وَنَحْوه فقد رَأَيْت الزين الْعِرَاقِيّ أثبت وَالِده فِي أَمَالِيهِ ولقبه بِمَا يدل على أَنه كَانَ مِمَّن يذكر وَمن شُيُوخه الْعِزّ بن جمَاعَة وَالْمجد الْبرمَاوِيّ والشموس)

الشطنوفي والبرماوي والغراقي وَالْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ والبرهان البيجوري والجلال البُلْقِينِيّ والزين القمني والنور التلواني والبدر الْعَيْنِيّ واختص بِهِ وَشَيخنَا ولازمه وَسمع عَلَيْهِ الْكثير وَكَذَا على الْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ والنور الفوي وَأبي هُرَيْرَة بن النقاش والشرف بن الكويك فِي آخَرين، وَقَرَأَ بِأخرَة عِنْد الناصري بن الطَّاهِر على ابْن بردس وَابْن نَاظر الصاحبة وَابْن الطَّحَّان وَأَشْيَاء وَكَانَ قد انْضَمَّ إِلَيْهِ وَحسنت حَاله بإقباله عَلَيْهِ وَكَذَا كَانَ انْتَمَى لفيروز الزِّمَام واختص بِهِ حَتَّى قَرَّرَهُ فِي مشيخة التصوف بمدرسته الَّتِي أَنْشَأَهَا وَولي مشيخة الميعاد بِجَامِع الْحَاكِم، وَقَرَأَ على الْعَامَّة فِي الْأَزْهَر البُخَارِيّ وَغَيره وَلكنه لم يكن يحضر عِنْده كَبِير أحد وناب فِي الْقَضَاء عَن شَيخنَا وَكَانَ النواجي يَقُول أَنه نَشأ كالوحش وَلِهَذَا كَانَ فِيهِ جفَاء بِحَيْثُ أَنه شافه الْبُرْهَان بن حجاج الأبناسي فِي حَضْرَة التلواني بِمَا لَا يَلِيق ورام مرّة الْجُلُوس فَوق الشهَاب الريشي بِالْمَدْرَسَةِ الجمالية فِي بعض الختوم فَحَمله وألقاه بصحنها فَلم يَتَحَرَّك حَتَّى انْقَضى الْمجْلس، وَقد حدث باليسير سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء وكتبت عَنهُ من نظمه فَوَائِد وَأَشْيَاء أثبت بَعْضهَا فِي تَرْجَمته، وَفِي الْجَوَاهِر

<<  <  ج: ص:  >  >>