للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

على السعد بن الديري فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ شَرحه لعقائد النَّسَفِيّ والفرائض والميقات عَن نَاصِر الدّين البارنباري وَغَيره واستمد فِيهَا وَفِي الْحساب كثيرا بالسيد على تلميذ ابْن المجدي والعربية عَن الْعَلَاء والتاج وَالْمجد والسبكي الْمَذْكُورين وَالصرْف عَن الْبِسَاطِيّ والمعاني وَالْبَيَان عَن الْعَلَاء والنظام والبساطي والمنطق عَن السُّبْكِيّ وَبَعْضهمْ فِي الْأَخْذ عَنهُ أَكثر من بعض، واشتدت عنايته بملازمة ابْن الْهمام بِحَيْثُ سمع عَلَيْهِ غَالب مَا كَانَ يقْرَأ عِنْده فِي هَذِه الْفُنُون وَغَيرهَا وَذَلِكَ من سنة خمس وَعشْرين حَتَّى مَاتَ وَكَانَ مُعظم انتفاعه بِهِ وَمِمَّا قَرَأَهُ عَلَيْهِ الرّبع الأول من شَرحه للهداية وَقطعَة من توضيح صدر الشَّرِيعَة وَجَمِيع المسايرة من تأليفه، وَطلب الحَدِيث بِنَفسِهِ يَسِيرا فَسمع على شَيخنَا وَابْن الْجَزرِي والشهاب الوَاسِطِيّ والزين الزَّرْكَشِيّ وَالشَّمْس بن الْمصْرِيّ والبدر حُسَيْن البوصيري وناصر الدّين الفاقوسي والتاج الشرابيشي والتقي المقريزي وَعَائِشَة الحنبلية والطبقة، وارتحل قَدِيما مَعَ شَيْخه التَّاج النعماني إِلَى الشَّام بِحَيْثُ أَخذ عَنهُ جَامع مسانيد أبي حنيفَة للخوارزمي وعلوم الحَدِيث لِابْنِ الصّلاح وَغَيرهمَا، وَأَجَازَ لَهُ فِي سنة ثَلَاث وَعشْرين وَكَذَا دخل إسكندرية وَقَرَأَ بهَا على الْكَمَال بن خير وقاسم التروجي كَمَا قَالَه لي، وَحج غير مرّة وزار بَيت الْمُقَدّس وَقَالَ أَنه شملته الْإِجَازَة من أهل الشَّام وإسكندرية وَغَيرهمَا، وَأَحْسبهُ يكنى بذلك عَن الْإِجَازَة الْعَامَّة فقد رَأَيْته يروي عَمَّن أجَاز فِي سنة سِتّ عشرَة وَمَا كَانَ لَهُ من يعتني باستجازة أهل ذَاك الْعَصْر خُصُوصا الغرباء لَهُ وَنظر فِي كتب الْأَدَب ودواوين الشّعْر فحفظ مِنْهَا شَيْئا كثيرا وَعرف بِقُوَّة الحافظة والذكاء وأشير إِلَيْهِ بِالْعلمِ، وَأذن لَهُ غير وَاحِد بالإفتاء والتدريس، وَوَصفه ابْن الديري بالشيخ الْعَالم الذكي وَشَيخنَا بِالْإِمَامِ الْعَلامَة الْمُحدث الْفَقِيه الْحَافِظ وَقبل ذَلِك فِي سنة خمس وَثَلَاثِينَ إِذْ قَرَأَ عَلَيْهِ تصنيفه الإيثار بِمَعْرِِفَة رُوَاة الْآثَار بالشيخ الْفَاضِل الْمُحدث الْكَامِل الأوحد وَقَالَ: قِرَاءَة عَليّ وتحريرا فَأفَاد وَنبهَ على مَوَاضِع ألحقت فِي هَذَا الأَصْل فزادته نورا وَهُوَ المعني بقوله فِي خطْبَة الْكتاب: إِن بعض الإخوان التمس مني فأجبته إِلَى ذَلِك مسارعا ووقفت عِنْد مَا اقترح طَائِعا، وترجمه الزين رضوَان فِي بعض مجاميعه بقوله من حذاق الْحَنَفِيَّة كتب الْفَوَائِد واستفاد وَأفَاد انْتهى.)

وتصدى للتدريس والإفتاء قَدِيما وَأخذ عَنهُ الْفُضَلَاء فِي فنون كَثِيرَة وأسمع من لَفظه جَامع مسانيد أبي حنيفَة الْمشَار إِلَيْهِ بِمَجْلِس الناصري ابْن الظَّاهِر جقمق بروايته لَهُ عَن التَّاج النعماني عَن محيي الدّين أبي الْحسن حيدرة

<<  <  ج: ص:  >  >>