للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وَأمره بِلُزُوم دَاره مُدَّة ثمَّ أُعِيد إِلَى الطبلخاناه ثمَّ فِي حُدُود الثَّلَاثِينَ أخرج الْأَشْرَف إقطاعه وَلزِمَ دَاره إِلَى أَن مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ، وأرخه شَيخنَا فِي إنبائه فِي سادس ربيع الآخر مِنْهَا بحلب وَقد جَازَ الثَّمَانِينَ وَقَالَ أَنه كَانَ عَاقِلا وقورا متدينا واستنابه النَّاصِر فرج فِي بعض سفراته إِلَى الشَّام وَولي فِي أَيَّام الْمُؤَيد النّظر على الخانقاه السرياقوسية وحمدت سيرته قلت: وَمِمَّنْ أم بِهِ الشَّيْخ عز الدّين الْمَالِكِي مواخي ابْن الْهمام وَهُوَ صَاحب الرّبع الَّذِي بالإقباعيين بِالْقربِ من الأشرفية.

كمشبغا من خجا الظَّاهِرِيّ برقوق من أصاغر مماليكه. حفظ الْقُرْآن فِي صغره واشتغل بِالْعلمِ وَكتب الْمَنْسُوب، وتأمر فِي أَيَّام النَّاصِر عشرَة إِلَى أَن صيره الْأَشْرَف من جملَة الْحجاب بعد تمنع زَائِد وَاسْتمرّ إِلَى أَن قَتله بعض مماليكه الأجلاب وَهُوَ نَائِم على فرَاشه لَيْلًا فِي حُدُود الثَّلَاثِينَ ووسط الْمَمْلُوك بعد ضربه وإشهاره وَقد زَاد هَذَا على السِّتين، وَكَانَ دينا خيرا عفيفا تاليا لكتاب الله وَلذَا أكْرمه الله بِالشَّهَادَةِ رَحمَه الله.

كمشبغا الْحَمَوِيّ اليلبغاوي وَالِد رَجَب الْمَاضِي. اشْتَرَاهُ ابْن صَاحب حماة وَهُوَ صَغِير فرباه ثمَّ قدمه للناصر حسن ثمَّ أَخذه يلبغا الْعمريّ الحسني بعد قَتله وصيره رَأس نوبَة عِنْده وسجن بعد مسكه ثمَّ أفرج عَنهُ فِي دولة الْأَشْرَف شعْبَان وخدم فِي بَيت السُّلْطَان فَلَمَّا قتل الْأَشْرَف أَمر عشرَة بحلب ثمَّ عمل بِدِمَشْق تقدمة ثمَّ بحماة نَائِبا ثمَّ بِدِمَشْق سنة ثَمَانِينَ ثمَّ بصفد ثمَّ بطرابلس مرّة بعد أُخْرَى، وتنقلت بِهِ الْأَحْوَال ثمَّ قبض عَلَيْهِ بطرابلس وسجن فِيهَا ثمَّ أفرج عَنهُ يلبغا الناصري وَتوجه مَعَه لمصر وولاه نِيَابَة حلب فَلَمَّا خرج منطاش على برقوق قدم على برقوق من حلب وَقَاتل مَعَه وَقَامَ بنصرته ثمَّ رَجَعَ إِلَى حلب فَلَمَّا اسْتَقر الظَّاهِر فِي المملكة ثَانِيًا أحضرهُ إِلَى الْقَاهِرَة وَعَمله أتابك العساكر ثمَّ غضب عَلَيْهِ فِي أول سنة ثَمَانمِائَة واعتقله بإسكندرية حَتَّى مَاتَ فِي أَوَاخِر رَمَضَان سنة إِحْدَى وَلم يلبث أَن مَاتَ الظَّاهِر، وَكَانَ شكلا حسنا مهابا عالي الهمة مُدبرا مَحْمُود السِّيرَة فِي ولاياته وَهُوَ الَّذِي جدد سور حلب وأبوابها وَكَانَت خرابا من وقْعَة هولاكو وَلما قَامَ عَلَيْهِ أهل حلب فتك بِأَهْل بانقوسا فَلَمَّا انتصر الظَّالِم على منطاش قبض على القَاضِي شهَاب الدّين بن أبي الرضي واستصحبه مَعَه كالأسير إِلَى أَن هلك مَعَه من غير سَبَب ظَاهر فاتهم بِأَنَّهُ دس عَلَيْهِ من خنقه لكَونه أَشد من ألب عَلَيْهِ فِي تِلْكَ)

الْفِتْنَة فانتقم مِنْهُ لما قوي عَلَيْهِ. ذكره شَيخنَا فِي أنبائه وَابْن خطيب الناصرية والمقريزي فِي عقوده وَغَيرهم مطولا وَقَالَ الْعَيْنِيّ مَا ملخصه: إِنَّه كَانَ مشتغلا بِنَفسِهِ ومني

<<  <  ج: ص:  >  >>