للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

بن الْعَطَّار وَالنَّظَر بالأقبغاوية بِجَامِع السِّت مسكة وبالقبة الأنوكية بتفويض الْعلم البُلْقِينِيّ فَمن بعده وبوقف الأتابكي بِدِمَشْق وَغَيره عَن الْعِزّ الناعوري وبوقف سَيِّدي فتح الأسمر بدمياط عوضا عَن الْبرمَاوِيّ ومالا أحصره، ودرس قَدِيما فِي حَيَاة الأكابر وَحضر بَعضهم مَعَه أجلاسا لَهُ وتعاني التَّقْسِيم فِي كل سنة وتصدر فِي الْجَامِع الْأَزْهَر لذَلِك وأشير إِلَيْهِ بالبراعة فِي فن التوقيع والتحري فِي الْحُكَّام فتزايدت بِهَذِهِ الْأَوْصَاف وجاهته وَارْتَفَعت مكانته وَدخل فِي قضايا كبار فأنهاها وصمم على التَّوَقُّف فِيمَا لَا يرتضيه سفاها وَجَرت على يَدَيْهِ للجمالي الْمشَار إِلَيْهِ صدقَات وَشبههَا وثوقا بِهِ واعتمادا عَلَيْهِ وَقصد التَّوَسُّط عِنْده فِي كثير من المآرب وَتردد إِلَيْهِ بِسَبَب ذَلِك الْمُرْتَفع والمقارب فَصَارَ إِلَى اشتهار بذلك وَسُمْعَة وَعز متزايد ورفعة مَعَ مَا عِنْده من وفور الْعقل والسكون والتواضع الْمُقْتَضِي للركون وَعدم الطيش والتبسط فِي الْعَيْش والتودد بالْكلَام واستجلاب الخواطر فِي سَائِر الْأَقْسَام وَحسن المداخلة للكبار وَالْمُبَالغَة فِي لطف الْعشْرَة مَعَهم وَعدم السلوك لليبس عِنْدهم إِلَى غير ذَلِك من الْميل فِي المنسوبين للصلاح المتعاهدين أَسبَاب الْفَلاح ورغبة فِي الازدياد من زيارتهم والتطفل على كريم شيمهم وصفاتهم وحرص على مُلَازمَة حُضُور وَقت إمامنا الشَّافِعِي فِي كل شهر والتوسل بِهِ فِيمَا يجلب المسرات وَيدْفَع الْقَهْر ومحبة لشهود الْجَمَاعَات والتعبد وَالْقِيَام فِيمَا بَلغنِي للتهجد، وَقد حج مرَارًا آخرهَا فِي سنة سبعين السّنة الَّتِي حججْت فِيهَا وَكَانَ صُحْبَة وليد الْجمال الْمشَار إِلَيْهِ بعد موت والدهما فَكَانَ أكبرهما يُكَرر عَلَيْهِ ماضيه فِي كل يَوْم، وَرجع صحبتهما فَظهر بوصوله تَحْقِيق بطلَان مَا كَانَ أشيع فِي غيبته من وَفَاته الَّتِي كَانَت سَببا لفسخ كثير من جهاته لامتداد أعين السعاة إِلَيْهَا وَعدم توقفهم عَن ذَلِك ليثبت الْمقَالة الَّتِي تبين انه لَا اعْتِمَاد عَلَيْهَا وَلم يلبث إِلَّا الْيَسِير حَتَّى اسْتَقر فِي الْقَضَاء مَعَ وجود الْمَنَاوِيّ وَغَيره من الْأَعْيَان عوضا عَن الْبَدْر البُلْقِينِيّ فِي جُمَادَى الأولى سنة أحدى بِتَعْيِين الْأمين الأقصرائي وباشر على قَاعِدَته وَصَارَ يُرَاجع فِيمَا لَا ينْهض بالاستقلال بِهِ من الْفَتَاوَى وَنَحْوهَا وَرُبمَا تقوى بتضمين فتاوية الْمَوْجُودين فِي بعض الأسجلات عَلَيْهِ بالحكم وَاقْتصر على نقيب وَاحِد عَاقل وَلم يبتكر نَائِبا بل)

خص جمَاعَة مِمَّن اخْتصَّ بهم وَقَدَّمَهُمْ بالمور المهمة كالوصايا وَشبههَا وأمعن فِي

<<  <  ج: ص:  >  >>