الْموصل ثمَّ الحصني نزيل حلب وَيعرف بِابْن الصوة بِمُهْملَة مَفْتُوحَة ثمَّ وَاو ثَقيلَة. أَقَامَ بالحصن وخدم ملكهَا الْعَادِل خلفا الأيوبي ثمَّ قدم الْقَاهِرَة وَحج مِنْهَا مَعَ الشَّمْس بن الزَّمن وَصَحب الْأَشْرَف قايتباي قبل السلطنة فَلَمَّا تسلطن تكلم عَنهُ فِي كثير من الْأُمُور السُّلْطَانِيَّة بحلب، وترقى إِلَى أَن صَارَت أُمُور المملكة الحلبية بل وَكثير من غَيرهَا معذوقا بِهِ مَعَ عاميته فَلَمَّا كَانَ الدوادار الْكَبِير هُنَاكَ عزم على الْمسير إِلَى الْبِلَاد الشرقية أَشَارَ عَلَيْهِ بِالتّرْكِ لما رأى زعم الْمصلحَة فِيهِ وَكَاتب السُّلْطَان من غير علمه بذلك فراسله بالتوقف فِيمَا قيل فحقد عَلَيْهِ حِينَئِذٍ ودبر أَن جعل لَهُ اسْتِيفَاء مَا فَرْضه على الدّور الحلبية مِمَّا قيل أَنه المحسن فعله لَهُ فَكَانَ ذَلِك سَببا لإثارة الْفِتْنَة واجتماع الجم الْغَفِير والغوغاء فِي باكر عشري رَجَب سنة خمس وَثَمَانِينَ عِنْد جَاره ورجعها مَعَ كَونه لَيْسَ بهَا يَوْمئِذٍ وَبلغ ذَلِك النَّائِب فَركب هُوَ وَغَيره لكفهم ثمَّ لم يلبث أَن ركب هُوَ بعد عصر الْيَوْم الْمشَار إِلَيْهِ من الميدان إِلَى تَحت القلعة فَخَرجُوا عَلَيْهِ ففر مِنْهُم فلحقوه فأدركوه بالكلاسة فَقَتَلُوهُ وَحَمَلُوهُ لتَحْت القلعة فحرقوه، وَيُقَال إِنَّه كَانَ شهما بطلا شجاعا مقداما ذَا مُرُوءَة وعصبية وَأَنه جَازَ السّبْعين وتألم السُّلْطَان لقَتله وَلم ينتطح عنزان وَبِالْجُمْلَةِ فَغير مأسوف عَلَيْهِ. مُحَمَّد بن حسن بن عبد الرَّحِيم الصالي الدقاق. قَالَ شَيخنَا فِي مُعْجَمه لَقيته بالصالحية فَقَرَأت عَلَيْهِ أَخْبَار إِبْرَاهِيم بن أدهم وَغَيرهَا بِحُضُورِهِ فِي الثَّالِثَة على الحجار وَمَات فِي الكائنة الْعُظْمَى سنة ثَلَاث، وَتَبعهُ المقريزي فِي عقوده.)
مُحَمَّد بن حسن بن عبد الله أَبُو الْفَتْح بن الْبَدْر القاهري سبط الشَّيْخ مُحَمَّد الجندي وَيعرف بالمنصوري، وَهُوَ بكنيته أشهر. يَأْتِي. مُحَمَّد بن الْحسن بن عبد الله الْبَهَاء بن الْبَدْر الْبُرْجِي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي. أَصله من محلّة البرج غربي الْقَاهِرَة ثمَّ سكن أَبوهُ الْقَاهِرَة وَولى قَضَاء الْمحمل وَنَشَأ وَلَده هَذَا تَحت كنفه وزوجه ابْنة السراج البُلْقِينِيّ، وترقى وَصَحب الأكابر وَولي الْحِسْبَة غير مرّة ووكالة بَيت المَال وَنظر الْكسْوَة ثمَّ بَاشر عمَارَة الْجَامِع المؤيدي بِوَاسِطَة ططر لمزيد اخْتِصَاصه بِهِ، وتولع بِهِ الشُّعَرَاء حِين ميل منارته فَقَالَ ابْن حجَّة:
(على البرج من بَابي زويلة أنشئت ... مَنَارَة بَيت الله والمنهل المنجي)
(فأخنى بهَا البرج اللعين أمالها ... أَلا صَرَّحُوا يَا قوم باللعن للبرجي)
)
وَقَالَ غَيره:
(عتبنا على ميل الْمنَار زويلة ... وَقُلْنَا تركت النَّاس بالميل فِي هرج)
(فَقَالَ قريني برج نحس أمالها ... فَلَا بَارك الرَّحْمَن فِي ذَلِك البرج)
وَكَانَت لَهُ رياسة وَفضل وأفضال وكرم، ثمَّ تعطل وَمرض سِنِين حَتَّى مَاتَ فِي يَوْم الْخَمِيس عَاشر صفر سنة أَربع وَعشْرين عَن ثَلَاث وَسبعين سنة وَيُقَال أَنه لَو أدْرك سلطنة ططر لصار إِلَى أَمر عَظِيم، وَقد ذكره شَيخنَا فِي إنبائه وَقَالَ إِنَّه استولد ابْنة السراج البُلْقِينِيّ ابْنه الْبَدْر مُحَمَّد ثمَّ مَاتَت فَتزَوج بلقيس ابْنة أَخِيهَا بدر الدّين بن السراج فأولدها أَوْلَادًا. مُحَمَّد بن حسن بن عبد الْوَهَّاب نَاصِر الدّين الطرابلسي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي. ولد كَمَا بِخَطِّهِ فِي سنة أَربع وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة وَقَالَ إِنَّه سمع بطرابلس على الشهَاب أَحْمد بن الحبال وَابْن الْبَدْر وَقدم الْقَاهِرَة فَأخذ عَن الْعِزّ بن جمَاعَة ولازم دروسه فِي فنونه ثمَّ لَازم بعده تِلْمِيذه الْجمال الأمشاطي، لقِيه ابْن الأسيوطي قريب سنة سبعين وَقَالَ إِنَّه كَانَ مستحضرا.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute