للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

فَأَشَارَ عَلَيْهِ بعض الصَّالِحين بِالرُّجُوعِ لما كَانَ عَلَيْهِ فامتثل وَأَنه ورد عَلَيْهِ بعد ذَلِك مطالعة من شخص يُقَال لَهُ ابْن ريحَان من خدام الْمَدِينَة فِيهَا أَنه رأى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ لَهُ بلغ سلامى مُحَمَّد بن زين وَقل لَهُ إِنِّي رَاض عَنهُ وَيرجع لما كَانَ عَلَيْهِ ويقل من عشرَة النَّاس وَيَأْكُل من خبز الشّعير، وَكَذَا حُكيَ أَنه قَالَ فِي بعض نظمه مَا مَعْنَاهُ: أَن الله يرضى الْكفْر للْكفَّار فَطَلَبه الْعَيْنِيّ للإنكار عَلَيْهِ فَقَالَ لَهُ قد قَالَ جمَاعَة من الْعلمَاء أَن المُرَاد بالعباد فِي الْآيَة خَاص أَي لِعِبَادِهِ الْمُؤمنِينَ، ذكر ذَلِك النَّوَوِيّ فِي الْأُصُول والضوا بطفأ حضر التفاسير فَوجدَ الْحق مَعَه فَأكْرمه وعظمه وَالْبَيْت الْمشَار إِلَيْهِ هُوَ:

(ويرضى لأهل الْكفْر كفرا وَإِن أَبَوا ... وَمَا كَانَ مَقْدُورًا فَلم يمحه الحذر)

مَاتَ فِي مستهل ربيع الأول سنة خمس وَأَرْبَعين بعد رُجُوعه من الْحَج رَحمَه الله وإيانا. وَمن الظمه:)

(تقطعت بمدى التبريح أوصالي ... كَأَن ذَاك النَّوَى بِالْقطعِ أوصالي)

(أَصبَحت للعين منكورا وعرفني ... سقم كُسِيت بِهِ أَثوَاب أنحال)

(أنظر لحالي تراني بالضنى عجبا ... تَغَيَّرت مِنْهُ بَين النَّاس أحوالي)

(ومقلتي لم تزل بِاللَّيْلِ ساهرة ... ترعى النُّجُوم بإدبار وإقبال)

وَعِنْدِي فِي معجمي والوفيات من نظمه غير هَذَا ونظمه سَائِر. مُحَمَّد بن أبي الزين أَبُو الطّيب القيرواني المغربي الْمَالِكِي. قَالَ شَيخنَا فِي مُعْجَمه: قدم مصر فِي سنة سبع وَتِسْعين فَنزل جَامع مصر ولازمنا مُدَّة وَفِيه يقظة ونباهة وَسمع مَعنا، وَحج فَسمع من إِبْرَاهِيم بن فَرِحُونَ من الشفا بِسَمَاعِهِ من الزبير بن عَليّ الأسواني ثمَّ حج فِي سنة خمس وَثَمَانمِائَة وَخرج مُتَوَجها فِي الْبَحْر فغرق بِالْقربِ من مَدِينَة حلي فِي صفر من الَّتِي تَلِيهَا، وَأَظنهُ لم يكمل الثَّلَاثِينَ، أَنْشدني أَبْيَات لِسَان الدّين بن الْخَطِيب الَّتِي قَالَهَا عِنْد مَوته بل وحَدثني بِحَدِيث من الشفا وَنحن بالمرج ظَاهر الْقَاهِرَة. وَتَبعهُ المقريزي فِي عقوده.

مُحَمَّد بن السَّابِق. هُوَ خَلِيل بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مَحْمُود. أَخطَأ من سَمَّاهُ مُحَمَّدًا. مُحَمَّد بن سَالم بن حسن بن أَحْمد الطبربي الزناتي الإِمَام أَبُو عبد الله. مَاتَ بتونس فِي لَيْلَة عَاشر رَمَضَان سنة ثَمَان وَأَرْبَعين. أرخه ابْن عزم. مُحَمَّد بن سَالم بن خَلِيل بن إِبْرَاهِيم الْعَبَّادِيّ الأَصْل القاهري الأزبكي الْمَاضِي أَخُوهُ إِبْرَاهِيم وَأحمد وَهَذَا أسن الثَّلَاثَة. مولده سنة خمس وَخمسين تَقْرِيبًا وَتسَمى حنفيا وَلَيْسَ بمحمود وَهُوَ الَّذِي أَشَارَ إِلَيْهِ ابْن الشّحْنَة فِي بيتيه الآتيين فِي خَدِيجَة الرحابية وَالْأَمر فَوق هَذَا. مُحَمَّد بن سَالم بن ذَاكر الْمَكِّيّ الصَّائِغ قريب الرئيس مُحَمَّد بن أبي الْخَيْر.

<<  <  ج: ص:  >  >>