قَالَ فَلَمَّا فرغت من نظمها والورقة فِي يَدي ألْقى عَليّ نوم غَالب فَرَأَيْت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وصاحبيه أَبَا بكر وَعمر رَضِي الله عَنْهُمَا وَقد دخلا عَليّ فَقبلت يَد النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الْيُمْنَى فَرفع بِيَدِهِ الْيُمْنَى رَأْسِي من تَحت ذقني فَرفعت رَأْسِي وأطرقت ثمَّ قَالَ وَهُوَ قَائِم قد جئْنَاك مغيرين والزم الصَّلَاة عَليّ فِي كل لَيْلَة ألف مرّة فانتبهت فَرحا مَسْرُورا فَمَا مضى النَّهَار حَتَّى وصل الْعلم بِأَن الْمَنْصُور على خطه وَأَنه أَمر الْحُكَّام بالنغر بِإِطْلَاق المحبوسين ظلما والمرسم عَلَيْهِم بِغَيْر)
وَجه فأفرج عني الترسيم وَلم يلبث الْمَنْصُور أَن مَاتَ بعد ثَلَاثَة أَيَّام أَو نَحْوهَا وَفرج الله عني ببركة النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم سَمعتهَا من ابْن عطيف وسمعها النَّجْم بن فَهد من الْجمال اليافعي وَكِلَاهُمَا مِمَّن سَمعهَا من صَاحب التَّرْجَمَة، وَقد ذكره شَيخنَا فِي إنبائه بِاخْتِصَار جدا وَقَوله وَلَعَلَّه قَارب الثَّمَانِينَ سَهْو، وَكَذَا ذكره الْعَفِيف النَّاشِرِيّ فِي كِتَابه اسْتِطْرَادًا وَقَالَ إِنَّه أَخذ عَنهُ وَأحسن تَرْجَمته وأرخه فِي يَوْم الْأَحَد ثامن رَمَضَان. مُحَمَّد بن سعيد بن أبي الْفَتْح. يَأْتِي قَرِيبا. مُحَمَّد بن سعيد بن فلاح بن عمر القباني التَّاجِر. لَهُ ذكر فِي وَلَده يحيى. مُحَمَّد بن سعيد بن كبن جمال الدّين.
مضى فِيمَن جده عَليّ بن مُحَمَّد قَرِيبا. مُحَمَّد بن سعيد بن مُحَمَّد بن سعيد بن مُوسَى بن الزموري المغربي النامردي نزيل مَكَّة وَشَيخ رِبَاط الْمُوفق بهَا وَيعرف فِي بَلَده بِابْن سارة وَهِي أم أَبِيه. ولد فِي حُدُود سنة سبع وَسبعين وَسَبْعمائة بِبِلَاد لازمور من بِلَاد الْمغرب الْأَقْصَى وَنَشَأ بهَا فَقَرَأَ الْقُرْآن على عبد الله بن سعيد الدكالي الشَّيْخ الصَّالح وتفقه بعالم بِلَاده الْقسم بن إِبْرَاهِيم وأخيه أَحْمد وَقدم تونس فِي رَجَب سنة إِحْدَى وَعشْرين وَأقَام بهَا إِلَى أَن انْفَصل عَنْهَا صُحْبَة الركب فِي مستهل رَجَب سنة خمس وَثَلَاثِينَ فَقدم مَكَّة فِي موسمعها فقطنها وَولي مشيخة رِبَاط الْمُوفق بهَا قبل الْأَرْبَعين حَتَّى مَاتَ، وَكَانَ كثير التِّلَاوَة صلبا فِي دينه لَا يعرف الْهزْل فضلا عَن الْكَذِب. مَاتَ فِي صفر سنة سِتِّينَ بِمَكَّة وَصلى عَلَيْهِ خَارج بَاب أجياد من الْحرم ثمَّ ثَانِيًا بالمعلاة وَدفن بهَا، وَوَصفه ابْن عزم بشيخنا وَفِي مَوضِع بفقيهنا. مُحَمَّد بن سعيد بن مُحَمَّد بن عبد الْوَهَّاب بن عَليّ بن يُوسُف فتح الدّين أَبُو الْفَتْح بن الْجمال بن الْفَتْح أبي الْفَتْح الْأنْصَارِيّ الزرندي الْمدنِي الْحَنَفِيّ ابْن قَاضِي الْمَدِينَة وأخو عَليّ قاضيها الماضيين وَهُوَ بكنيته أشهر. ولد فِي بِالْمَدِينَةِ وَنَشَأ فحفظ الْقُرْآن والشاطبية والقدوري والمنار وألفية النَّحْو، وَعرض عَليّ الأبشيطي وَأبي الْفرج المراغي وَغَيرهمَا كالأميني الأقصرائي حِين دخل الْقَاهِرَة صُحْبَة وَالِده سنة إِحْدَى وَسبعين بل أَخذ عَنهُ شرح الْمجمع لِابْنِ فرشتا تقسيما